ليلة الجمعة هي ليلة المصارعة في بيتنا حيث يتعارك أصغر أولادي معي ويهجمان عليّ من فوق مائدة الطعام باعتقاد منهما أن بإمكانهما التغلب عليّ فيحاول أحدهما ربط قدماي بالتعلّق بهما، في حين يحاول الآخر لكمي على معدتي. ولأنهما في السادسة والسابعة من العمر فإنهما لا يحدثان الكثير من الضرر لذا أجاريهما في اللعب ولحسن الحظ فإن ابنتاي الأكبر قد كبرتا على هذا.
1. لمسة صحية
غالباً ما ينتهي وقت العراك ببكاء أحدهم أو .. برنين جرس التنبيه. بالرغم من أننا نتظاهر بالعراك إلا أن هذا النوع من العراك ضروري لهما فهو طريقة صحية للتلامس مع أبنائكم. يحتاج الأولاد ذلك بشكل خاص بالرغم من أن بناتنا استمتعوا بهذا الوقت كثيراً.
اللمس هو واحدة من لغات المحبة التي يترجمها الأطفال في أعماقهم “أنت تنتمي إليّ” أو “أنت تنتمي إلى هذه العائلة”. هناك طرق غير ملائمة للمس بلا شك إلا أن هذه الطريقة صحية وضرورية كما أنها مسلية جداً.
2. اكتشاف الحدود
لا بد أنكم تتساءلون عن سبب البكاء ما دمنا نتحدث عن التلامس السليم. حسناً، جزء من اللعب هو اكتشاف قوتك وحدودها. الفائدة الثانية لليلة العراك لا تتعلق بكون البكاء ناتجاً عن إيذائي لهما وإنما لأنهما بالغا في تقدير قدراتهما وانتهى بها الأمر بإيذاء أنفسهما أو بعضهما بعض، لذا فهما يتعلمان عن حدودهما.
3. العراك المسيطر عليه
كما يوجد المخرج –علامة سرية اتفقنا عليها- حيث يقول أحدنا كلمة غريبة مثل (آسف، عائلة، سر) فنتوقف جميعاً عن العِراك فوراً. هذه هي الفائدة الثالثة للعراك في بيئة آمنة – حيث يوجد الإحساس بالأمان بسبب كون كل شيء تحت السيطرة. هذا يساعدهما على السيطرة على مشاعرهما وسلوكهما في حال انتهى بهما الأمر في عراك حقيقي.
4. حل النزاع
بالرغم من أننا نحاول السيطرة على الموقف إلا أن المشاعر تنتصر في بعض الأحيان حيث ينتهي الأمر بأحدنا باكياً كما ذكرت سابقاً. وهذا يقودنا إلى الفائدة الأخيرة من العراك مع أبنائكم وهي أنها تعطيهم الفرصة للتعويض كالاعتذار أو تقديم أمثولة في كيفية حل النزاع ومعالجة مشاكل الحياة.
بالرغم من تكرار البكاء الناتج إلا أنهما يصران على العراك معي في كل يوم جمعة وأرجو أن يرغبا بالعراك معي لسنوات عديدة قادمة. أعتقد أن على كل والد أن يتعارك بطريقة صحية مع أبنائه.
شكرا جزيلا :))))))))))))))))))
شكرا على هذه الفوائد :)))
شكرا على هذه الفوائد :)))شكرا على هذه الفوائد :)))