كانت والدتي تصنع الكعك والمعمول اللذيذ بشهادة كثيرين، وكانت تُبَسبِسُ السميذ بالسمن البلدي الذي تعده بنفسها في البيت، وتضيف الحليب والخميرة.  استطيع أن اغمض عيني وأتذكر الصواني التي كنا نحملها أنا وإخواني إلى الفران الذي يبعدُ قليلاً عن بيتنا القديم، وأذكر رائحتها الشهية، وكم كانت هشة وطرية تذوب في فمي.  فحلما تصلُ من الفرن إلى المنزل كانت والدتي تغطي وجهها المحمر بطبقةٍ رقيقةٍ من السكر الناعم.  هل آخذُ واحدةً منها يا أمي؟  لا، ليس الآن يا حبيبتي!  ولكن لماذا يا أمي؟  سنأكل منها كلنا غداً بعد رجوعنا من الكنيسة.

تعلمتُ الصوم

ساعدتنا أمي أن نصوم كعائلة من دون ضغطٍ أو إجبار ولو لفترة قصيرة، لم يكن الوضعُ سيئاً ولكني تعلمتُ الإنضباط والصبر وربما الخشوع.  ومع الأيام تعمق فهمي لمعنى الصوم وأصبح جزءاً مني، وجدته فرصة  لأقتربَ من الله أبي.  وكأم أجد أنَّ الصوم يجدد قوتي يُغيرني، يجعلني أركز إنتباهي على حضور الله في حياتي، كما إني أفحصُ قلبي أمامه، ومن خلال تأملي بكلامه، أسمعُ صوته، وأختبر البركة فينمو إيماني، وأحدِثُ فرقاً في حياتي وحياة عائلتي.  وفي مناسبات خاصة صمنا أنا وزوجي معاً.

الصوم هو إختبار شخصي   

 “لكي يُعَلِّمَكَ أنّهُ ليس بالخُبزٍ وحده يحيا الإنسانُ، بل بكُلِّ ما يخرُجُ من فمِ الرَّبِّ يَحيا الإنسانُ.” تثنية 8: 3

جُرب الرب يسوع وصام مُدة أربعين يوماً في البريّة، أستير صامت ثلاثة أيام بدون طعام أوشراب، حنِة قضت حياتها بالصوم والصلاة.  الأنبياء إليّا، عزرا، ودانيال.  بولس الرسول، وكورنيليوس أمثلة كثيرة نتعلم منها.

أجوع كثيراُ، والطريقة لكي أشبع، هي أن أصوم.

الصوم فرصة لي لأطعم روحي الجائعة، نفسي الحائرة، وأجددُ نشاط جسدي.  الله صالحٌ لنا جميعاً وعلينا أن نثق به ونتبع طُرُقِه، لنختبر ملىء الحياة الأفضل التي خططها لنا، ونعرف الصوم الحقيقي الذي يُسَّرُ به الرب:  “بل هذا هو الصَّومُ الّذي أريدُهُ:

أنْ تفُكَّ قُيودَ الظُلمِ، وتَحُلَّ حِبالَ الضِّيقِ عنِ النّاسِ.

أنْ تُحَرِّرَ المظلُومَ، وتكسِرَ قُيودَ الاستعبادِ.

أنْ تُعطِي مِنْ خُبزِكَ لِلجائِعِ، وتأوي المَساكِينَ المُشرَّدينَ في بَيتِكَ.

تَرَى عُرياناً فتَستُرهُ، ولا تُهمِلُ حَاجَة صاحِبِكَ؟  حِينَئذٍ، يُشرِقُ نُورُكَ كالفَجرِ،

وتُشفَى جُرُوحُكَ سَريعاً.  يَظْهرُ بِرُّكَ أمامَكَ، ومَجدُ اللهِ يَحْمِي ظَهرَكَ.

حِينَئِذٍ، سَتَدعُو، فَيَستَجيِبُ لكَ اللهُ.  تَصرُخُ، فَيَقُولُ هأنَذا!”  إشعياء 58: 6 – 9

مقالات/فيديوهات مقترحة:

قوة الصيام

أنا وعائلتي

What do you think?

Written by rita

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أربع فوائد للمصارعة مع أولادكم

الحب المضحّي