كنت أراقب برنامجًا على التلفزيون عن شاب لديه مشكلة في عضلة القلب، وكان عليه أن يحمل معه جهازًا خاصًا لينظم عمل القلب بصورة مستمرة دون توقف أو التعرض لأي خطأ لكي يبقى على قيد الحياة ويبقى قلبه يعمل. حيث أنه كان بانتظار دوره ليحصل من أحد متبرعي الأعضاء على قلب جديد يتم زراعته له لكي يستطيع أن يحيا حياة طبيعية مثله مثل باقي الشباب.

تأثرت كثيرًا من هذه القصة وخصوصًا عندما سمعت كلمات والدة هذا الشاب وهي تعتصرمن الألم عليه، وخصوصا أنه ليس باستطاعة يدها أن تعمل أي شيء  لإعطاء الحياة لقلب ولدها.

وقفت عند هذا الأمر حزينة وشعرت بالأم والعجز الذي تعيشه هذه الوالدة كل يوم وهي تحاول جاهدة أن تكون قوية، وصابرة، ومشجعة، وداعمة ومضحية.. لترى ابنها يعيش!! ولو كان باستطاعتها أن تعطيه قلبها لفعلت!!

تساءلت في نفسي… وخصوصاً عندما يتعلّق الامر بأبنائنا (فلذات أكبادنا) كيف كانت تراه كل يوم وهي غير قادرة على عمل شيء سوى الانتظار بكل صبر وأمل؟

هل هذا ما نسمّيه الحبّ المضّحي؟  ما معنى الحب المضّحي وكيف نعبّر عنه ونراه!!!!!

البعض يصف الأمومة والتضحيات التي تبذلها الأمهات  هي من أعظم التضحيات… والبعض الآخر قد يقول أنه حب الجندي وتضحيته في سبيل الوطن.

 ولآخرين تكون التضحية من أجل القيم والمعتقدات هي الأهم!  أو الوصول للقمة، والشهرة، والعلم، والأولمبياد… أشياء مختلفة وأمور منوّعة قد تجعل الكثيرين يضحّون بكل ما يملكون للوصول لهذه الأهداف.

الكثير من الأشخاص على مر السنين والعصور وضعوا حياتهم  وكل أحلامهم ووقتهم من أجل قضايا مختلفة لمساعدة البشرية، ولكنني لسنين عديدة تأثرت “بالأم تيريزا” وما فعلته هذه السيدة العظيمة وما تركت من إرث حقيقي من العطاء والمحبة المضحية والذي ما زال يتمتع به أجيال  وأجيال إلى هذه اللحظة برغم رحيلها. فهي من قالت عن الحب المضحي:

إن كنتم بالحقيقة تحبّون بعضكم بعضاُ لا يمكن أن تتجنّب التضحية في سبيل من تحب“.

التضحية بأن نكون أنفسنا لها تكلفة، مؤلمة، نحتاج لأن نفرّغ أنفسنا بالكامل لله وهو سيعمل فينا لنعمل أعمالًا عظيمة .”

“لقد تعلّمت سرّ الحبّ المضّحي: وهو أن تحِب وتحَبّ، حتى عند الألم  والتضحية استمر بالحبّ إلى ان يذهب الألم ويبقى الحب فقط .”

“لسنا جميعآ نستطيع أن نعمل أعمالاً عظيمة، ولكننا جميعأ نستطيع أن نعمل أعمالًا صغيرة بحبّ عظيم.”ْ

 “إذا كنت تريد أن تعطي المحبة للعالم ، اذهب أولًا وحب عائلتك”

لا أعرف ما تعني التضحية  والحب المضحي بالنسبة لكَ ولكِ!!!

ولكن بالنسبة لي: فقد كان حب الرب غير المشروط لي بأن أخذ عني كل ذنوبي  وأطلقني حرة، بريئة  هو أعظم حب وأعظم تضحية …

يوحنا 3:16

“لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”

مقالات/فيديوهات مقترحة:

إلى جلعاد

مين رح يحمل الشعنينة؟

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أصوم لكي أشبع!

الموسيقى والمزاج