هذا ما قاله لي وهو ينظر إلى المرأة ويتفقد وجهه بحرص: “بدي كريم لحبّ الشباب”. أما بالنسبة لي فلا يمكنني أن أرى أي حبوب شباب (والتي أطلق عليها اسم آخر وهو حبوب بنات مميزًا بين الحبوب التي تظهر في وجوه الشباب والفتيات).إنه الآن في مرحلة أسميها مرحلة التفقد الذاتي. فنجد الأولاد والبنات في هذه المرحلة يتفقدون أنفسهم كثيرًا ويقارنونها مع زملائهم. فذلك أطول، وعنده عضلات (سكس (6) باكس بلغة هذا الجيل)، وتلك تتمتع ببشرة جميلة وتضع الميك أب، وقد بلغت، وغيرها من الأمور التي تشغل بالهم.
بدي أكبر وبحب أظل صغير
نعم إنهم يكبرون، ويكبرون بسرعة. الملابس التي يلبسونها تشهد عن ذلك، فذلك البنطال كان طويلاً الشتاء الماضي أما اليوم فهو قصير جدًا، ليس الملابس فقط ولكن ألعابهم واهتماماتهم وطريقة كلامهم وحتى شكلهم وتصرفاتهم. يريدون أن يكبرون ولكنهم يستمتعون ببعض الأمور التي تعتبر من صفات الصغار، يريدون الامتيازات ويتخلون عن بعض المسؤوليات. هم كالبندول الذي يتأرجح بين مرحلتي الطفولة والمراهقة.
استعدادهم واستعدادنا
ليس هذا ما يشغل بالي كأم، ولكن ما يشغلني هل ابني مستعدّ للمرحلة التي هو مقبل إليها؟ وهل أنا على علم ودراية لماهية وتحديات تلك المرحلة؟
أعتقد أن هذا الاستعداد هو ليس الاستعداد لأمر طارىء يشبه رحلة مفاجئة أو ظرف صحّي طارىء يجعلنا نجري بسرعة للتعامل مع الأمر الجديد، ولكن الاستعداد هو رحلة حياة نبدأها مع أبنائنا منذ ولادتهم ببناء علاقة قوية معهم، وتسديد احتياجاتهم النفسية والروحية والجسدية، وتغدو تلك المرحلة الجديدة استمرارًا لما بدأناه منذ سنين عديدة. فما نزرعه في الطفولة سنحصده في سنوات المراهقة.
هذا ما أتمناه لابني أن يعرف أنه مقبول ومحبوب، وأنه مميز وفريد، وأنه يحتاج للآخرين من حوله، ولكن ليس لهم سلطة عليه، هو يصنع القرارات وحياته مقادة من الله وكلمته هي المصدر للصح والخطأ.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
خمسة طرق لمساعدة المراهق الذي يعاني عاطفياً
GIPHY App Key not set. Please check settings