التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجّه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف جسديًا في الغالب، والتنمر هو من الأفعال المتكرّرة على مرّ الزمن والتي تنطوي على خلل في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر، أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقلّ منها قوة. يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرّش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب، والتسلط، والترهيب، والاستقواء وغيرها من الأساليب العدوانية التي تهدف إلى الإضرار بشخص آخر عمدًا بهدف اكتساب السلطة عليه. يمكن تعريف التنمّر بطرق مختلفة وكثيرة، وهو يتراوح من تنمر لفظي، وجسدي، وعلائقي، وعبر الإنترنت. يمكن للتنمّر أن يحدث في أي مكان: في المدرسة، على الطريق، في العائلة، في النوادي، في الأماكن العامة، على الهاتف، عبر الإنترنت، وقد يصل أحيانًا إلى حد الجريمة.
هناك ٦ أنواع من التنمر وهي:
- التنمّر الجسدي: أي الضرب، والدفع، والعرقلة، والقرص، وإيقاع الآخر وغيرها وقد يكون لهذا النوع من التنمّر آثار قصيرة وطويلة المدى.
- التنمّر اللفظي: وهو ما يشمل النعوت، والتلقيب، والإهانة، والترهيب، والتجريح، والتهديد، والتعيير، والتعييب.
- التنمّر الاجتماعي: هدفه الإساءة إلى سمعة الشخص اجتماعيًا ومنه الإشاعات، والكذب، والإحراج، وتشجيع الآخرين على نبذ الشخص اجتماعيًا.
- التنمّر على الإنترنت: عبر وضع أمور مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهات، وتشويه سمعة، أو رفض مصادقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- التنمّر الجنسي: أي قصد القول أو القيام بأعمال مؤذية أو مهينة جنسيًا للشخص الآخر، مثل تعابير مهينة، وحركات جسدية ذات معنى جنسي غير لائق، واقتراحات جنسية، وصور إباحية. وهو غالبًا ما يبدأ في سن المراهقة.
- التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر. وقد يصل هذا النوع من التنمّر إلى شمل كل أنواع التنمّر المذكورة أعلاه واصلاً إلى حدّ القتل.
١ من ٣ أولاد يتعرّض يوميًا للتنمر.
٧٥ ٪ من الأولاد شهدوا تنمرًا على الآخرين.
٧٠ ٪ من المسؤولين في المدارس رأوا تنمر الأولاد على غيرهم من الأولاد.
٥٧ ٪ من حالات التنمّر توقفت عند تدخل الآخرين.
اقرأ أيضا: التنمر في المدارس
أسباب التنمّر:
- المتنمّر كان ضحية تنمّر. كثير من المتنمّرين كانوا ضحية تنمّر أنفسهم، مما جعلهم يشعرون بعدم القيمة والغضب وبالتالي أصبحوا يرمون هذا التنمّر على غيرهم.
- الوحدة. الشعور بعدم الأهمية والوحدة قد يولّد التنمّر بهدف اكتساب الاهتمام والشعور بالقوة. حتى وإن كان المتنمّر ينتمي الى مجموعة، فهذا لا يعني أنه يشعر بالانتماء والأهمية لهـذا يحاول إيجادها عبر التنمّر على الآخرين. اقرأ أيضا هل قلة قضاء الوقت مع ابني له صلة بالتنمر؟
- المشاكل المنزلية. كثير من المتنمّرين يعانون من اضطرابات في منازلهم مثل التعنيف اللفظي والجسدي والجنسي والعاطفي وغيرهم مما يدفعهم للتنمّر على الآخرين بغية سكب غضبهم المكبوت. في هذه الحالة من المهم أن نعلم أن المتنمّر هو أيضًا ضحية.
- عدم تقدير الذات. إن كان الشخص يشعر بعدم القيمة (غير جميل، غير ذكي، غير مستحق، غير قادر ماديًا..) فإنه يحتاج إلى الشعور بأنه أفضل من ذلك وأسهل طريقة له هي عبر الحطّ من الآخرين مما يدفعه للتنمّر.
- الغيرة. إذا كان المتنمّر يعاني من الغيرة من أحد ما فغالبًا ما سيحاول صبّ غيرته وانزعاجه على ذلك الشخص. غالبًا ما يكون سبب الغيرة شهرة الشخص الآخر أو مستواه الاجتماعي.
- الانتماء إلى مجموعة من المتنمّرين. وهذا يكسب المتنمّر المزيد من القوة بفضل دعم فريقه له.
- التعجرف. بعض المتنمّرين يعانون من التكبّر والتعجرف ما يجعلهم يعتقدون أنهم أفضل ما حدث في العالم وبالتالي يتنمّرون على كل من هم دون مستواهم.
- الرغبة في التأثير. بعض المتنمّرين يرغبون بكسب إعجاب الآخرين عبر إضحاكهم وتسليتهم من خلال التنمّر على غيرهم.
- رؤية الآخر مختلف. بعض المتنمّرين يتنمّرون لمجرد أنهم يرون الشخص الآخر مختلفًا عنهم، وهم سيشيرون إلى هذا الاختلاف علنًا بطريقة ساخرة بهف التنمّر.
نتائج التنمر:
التنمّر يؤثر على الجميع: على الضحية، وعلى المتنمّر، وعلى المشاهدين. تأثيرات التنمّر كثيرة ومنها الصحة العقلية والنفسية العاطفية، واستخدام العقاقير، والانتحار.
التأثير على الضحية:
الأولاد الذين يتعرّضون للتنمّر غالبًا ما يعانون من الإحباط والقلق، الحزن الشديد، الوحدة، اضطرابات في النوم والأكل، عدم الرغبة بمزاولة النشاطات، مشاكل صحية، تراجع في الدراسة، وقد يتغيبون عن المدرسة أو يرفضون الذهاب اليها في كثير من الأحيان، ١ من ١٠ يتركون المدرسة بسبب التنمّر، وصولًا إلى الانتحار. التنمّر هو السبب الثالث عالميًا للموت بين المراهقين. اقرأ أيضا ماذا أفعل إذا ابني يتعرض للتنمر؟
التأثير على المتنمّر:
الأولاد المتنمّرين غالبًا ما يعانون من التالي: استخدام الكحول، الدخان والمخدرات. الدخول في عراك، ترك المدرسة، نشاطات جنسية مبكّرة. عندما يكبرون قد تكون لديهم علاقات مسيئة مع المقرّبين (شريك الحياة، الأولاد، الأهل)، وقد يدخلون في سياق إجرامي.
كيفية معالجة التنمر:
- عدم القيام برد فعل تجاه التنمّر مثل البكاء أو غيره. لا تدع المتنمّر يشعر أنه نجح بأذيتك. ابتعد عنه بهدوء. إذا استمر التنمّر دافع عن نفسك.
- اعرف قوتك. المتنمّر سيجعلك تشعر أنك ضعيف لكن هذا غير صحيح. اعلم أنك قوي وكل ما عليك فعله هو إظهار هذه القوة.
- تجنّب المتنمّرين. لا تتواجد في نفس المكان معهم أو على نفس الطريق، لكن لا تدعهم يشعرون أنك تتجنّبهم. وحاول ان تكون برفقة أصدقائك.
- كن فطنًا وحذرًا في كل شيء، كيف تتكلّم، أين تسير، مع مَن تلعب…
- تعرّف على نفسك أكثر. اكتشف مدى روعتك من الداخل. اعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك. اعرف ماذا تريد وما أنت قادر أن تفعل. اكسب الثقة بنفسك ولا تدع التنمّر يسلبك ثقتك بنفسك.
- لا تدع التنمّر يجعلك متنمّرًا. آخر ما قد ترغب به هو أن تصبح متنمّرًا. لا تتبنّى سلوك المتنمّر ولا تدعه يغلبك بأن يجعلك مثله.
- تفادى التنمّر ولا تدخل في شجار أو قتال. حاول أن تعرف نوع التنمّر الذي تتعامل معه. هل هو لفظي، جسدي، عاطفي… هذا يساعدك على معرفة كيفية التعامل مع الشخص أو تفاديه.
- بلّغ عن التنمّر لشخص بالغ مثل الأهل والأساتذة، أو للسلطات المعنية في حال التنمّر الجنسي أو عبر الإنترنت. دع البالغين يساعدونك بوضع مخطط للحماية من التنمّر.
- في حال التنمّر عبر الإنترنت أو الهاتف، الغ رقم الشخص المتصل، لا تصادق مَن لا تعرفهم عبر الإنترنت، لا تعطي معلوماتك الخاصة عبر الإنترنت لأحد.
- ابقَ مع مجموعة وبعيدًا عن الأماكن الفارغة.
- تكلّم ولا تكن مشاهدًا.
أمور يجب أن ينتبه لها المسؤولون:
- تربية الأولاد تربية صحية بعيدًا عن العنف والتنمّر.
- تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد.
- تدريب الأولاد على رياضات الدفاع عن النفس لتعزيز قوتهم البدنية وثقتهم بأنفسهم.
- الاستماع إلى الأولاد وسؤالهم إن كانوا يعانون من أي نوع من أنواع التنمّر.
- الانتباه الى أي علامة تنمّر قد تظهر على الطفل.
- تأمين برامج فعالة لتوعية الأولاد على التنمّر وخطورته وكيفية الحماية منه.
- عرض ضحية التنمّر على أخصائي في حال استدعى الأمر.
GIPHY App Key not set. Please check settings