كلما كبر الأبناء، تقلّ مسؤوليات الأهل المباشرة لهم وبنفس الوقت تزداد الصعوبات في كيفية التعامل مع القرارت الصعبة.
فمن ناحية يحاول الأهل دائمًا إرشاد وتوجيه أبنائهم وبناتهم، ولكن الأبناء يرغبون بالاستقلالية واتخاذ القرارت المصيرية بمحض إرادتهم.
ينطبق الأمر على جوانب مثل العلاقات والارتباط الزوجي، كما وينطبق الأمر على جوانب تعليمية مثل اختيار المدارس واختيار البرامج الدراسية.
عائلتنا مثل غالبية الناس في بلاد الشام لها موقف غير إيجابي من امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي). لقد ورثنا الامتحان الذي يعتمد كثيرًا على “البصم” من الإنجليز ولم نقم بتطويرالامتحان رغم أن المصدر غيّره كثيرًا للتلاؤم مع حاجات السوق ولضرورة الاعتماد على التحليل أكثر من الحفظ عن ظهر قلب.
بدون أن نخطط فقد تجنّب أبناؤنا التقدّم لامتحان التوجيهي إما لسبب غيابهم عن المنطقة عند وصولهم صف الثاني عشر، أو بسبب اختيارهم مناهج غير معتمِدة على التوجيهي (مثل السات الأمريكي).
إلا أن عدم مشاركة أبنائنا في امتحان التوجيهي لم يقلّل من القرارت المتعلّقة بتعليمهم وكيفية تعاملنا مع تلك الأمور الصعبة.
أذكر يومًا ما أن ابنتنا جاءت من المدرسة الخاصة التي كانت طالبة فيها تشتكي من وجود عمليات ضرب للطالبات من قبل المعلمين والمسؤولين. طبعًا الكل يعرف أن الضرب ممنوع في المدارس، وبالنسبة لنا الموضوع كان خطًا أحمر وكان علينا اتخاذ قرار صعب.
قبل أن نأخذ أي قرار حاولنا التواصل مع المدرسة ومعرفة ما سبب وجود عملية الضرب، وهل الأمر شاذ وهل تم معاقبة المعلمة أم لا. للأسف لم نرتاح لرد فعل الإدارة التي دافعت عن عملية التأديب كأمر ضروري بدلًا من رفضه.
بعد أن حاولنا معالجة الموضوع وفشلنا كان علينا أن نتشاور حول مستقبل ابنتنا. هل نسحبها من مدرستها التي لها أصدقاء وزملاء بسبب هذا التصرّف في المدرسة والذي لم يمسّ ابنتنا، أم نتغاضى عن الموضوع وتستمر المشاركة في نفس المدرسة.
قرّرنا التشاور مع ابنتنا وعبّرنا عن رغبتنا في نقلها لمدرسة أخرى، ولكن فقط إن كانت موافقة على القرار. بعد تحليل لإيجابيات وسلبيات القرار قرّرنا أن ننهي العام الدراسي في المدرسة وننقلها بعد ذلك إلى مدرسة أخرى قمنا بالبحث المستفيض عنها وشعرنا أنها ستكون أفضل.
في سنوات النمو يمرّ أطفالنا بمراحل مختلفه بعضها صعب التعامل معه والبعض الآخر سهل. من الضروري أن يكون للوالدين دور مهم في السنوات الأولى الأمر الذي يقلّ تدريجيًا مع مرور السنوات من الطفولة إلى سن المراهقة وسن النضوج. ولكل مرحلة حاجاتها وأسس التعامل معها ويبقى المثل العربي لكيفية التعامل مع أطفالنا مناسبًا حيث يقول المثل: إن كبر ابنك خاويه، أي تعامل معه كأنه شقيقك وليس ابنك أو ابنتك. التعامل مع المراهقين ليس سهلاً، ولكن أهم عنصر في نجاح العلاقة هي التواصل الصادق والأمين.
اضغط هنا لقراءة المزيد من مدونات حملة الثانوية العامة #شجع_أحلامهم
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings