(من له أذنان للسمع فليسمع)، وهل يوجد أذنان ليستا للسمع؟!
فكّرت كثيراً عندما قرأت هذه الآية، ماذا يقصد يسوع بالسمع؟!
بدأت أفهم الموضوع عندما كان طفلي يقول لي (ماما بدي منك تسمعيني)، علماً أني أستمع له – لكن دون أن أتوقّف عن عملي – فكان يتوقّف عن الحديث ويغضب ويخرج من الغرفة. عندما جلست معه أسأله عن سبب غضبه رغم أني أسمعه، قال لي: أنتِ لا تسمعيني، أنتِ مشغولة عني، أنا شخص غير مهم.
وبعد هذا الموقف عملت على تغيير معاملتي معه، فعندما كان يتكلّم كنت أتوقّف عن كل ما يشغلني عنه وأجلس مقابله وأنزل إلى مستواه في النظر محاولةً إعطائه الأولوية، ولا أسرع بكلامي معه، وأضع يدي على كتفه، وأهزّ برأسي مع استخدام تعبيرات مناسبة للوجه. وإن كنت أشاهد التلفاز أُغلقه، وإن كنت أتحدّث على الهاتف أتوقّف، وعندما لا أستطيع سماعه أطلب منه تأجيل الموضوع لوقت آخر، ولا ألغيه.
الاستماع للطفل هو أحد فنون معاملته وهو حلقة مهمة جدًا من حلقات التربية، والتي غالبًا ما يهملها الوالدان وأكثر ما يفعلونه هو إشغال طفلهم بألعاب إلكترونية وغيرها من الملّهيات فتزيد الفرقة والعزلة فيما بينهم. ففي الاستماع للطفل بتأنٍ واهتمام لا نستخدم الأذن فقط، بل كل الجسد، معطين أهمية للموضوع فتنطلق شخصيته ويتقوّم نطقه وتنطلق مخيلته، فما بالكم حجم الضرر لو إننا استهزأنا وأهملنا استماعهم؟
حكمة إنجليزية عن أهمية استماع الأهل لحديث الأطفال:
أنصتوا جيدًا لأي شيء يقوله طفلكم الصغير مهما كان، فإذا لم تستمعوا بلهفة وحماس للأشياء الصغيرة التي يحاولون إخباركم بها عندما يكونون صغاراً فلن يخبرونكم بالأشياء الكبيرة عندما يكبرون، وبالتالي سينفصلون عنكم.
لأن كل الأشياء الصغيرة في نظركم هي أمور كبيرة ومهمّة في نظره، فكل الأشياء الكبيرة في نظركم بدأت صغيرة مع شخصية صغيرة فكبرت واعتنيت بها وصارت عظيمة.
هكذا أراد يسوع منا أن نسمعه، بتركيز واهتمام وفهم.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
حياة عائلية أفضل – ثلاثة أشياء يمكنك تطبيقها اليوم!
خمس طرق تظهر فيها محبتك لابنك المراهق
مقاله حلوه كتيير وتعبر عن نوعيه التربيه الواجب على الاهل اتباعها بالرغم من صعوبتها في كثير من الاحيان.
كل الشكرللسيدة لارا كاتبة مقالة من له اذنان فليسمع المقال توجيهي للعائلة التي بدات تقع تحت عبء الحياة وضغطها المتعب مما ينعكس على العلاقة بين افرادها لكن لنقف لحظة من اجل بناء نفوس اولادنا بناء سليما فالحياة اسمى من ان نعيشها بالارضيات فلنهتم بالامور التربوية والروحية لانها الدواءالشافي لنا في الحياة ولكم الشكر لاهتمامكم بالعائلة سلام ونعمة