هذا الأسبوع، أحضرت ابنتي إلى البيت أحد أصدقائها لتناول طعام الغداء معنا. لقد كان صبياً، وتبيّن لنا فيما بعد أنه لم يكن أي صديق عادي بل كان حبيبها. كان قد قدَّم لها في ذلك الصباح خاتماً له حجر كهرماني أخضر لامع كبير. وقد فكّرتُ أن هذه ستكون فرصة للتعرُّف على هذا الصبي لكن قبل أن يتسنّى لي طرح أي سؤال بدأت محادثة ملفتة للاهتمام بينهما.

“أعتقد أنني أريد طفلان .. ماذا عنك؟” قالت ابنتي موجِّهة نظرها إلى صديقها الجديد. “حسناً، أعتقد أنني أريد أربعة أطفال، توأم في كل مرة! بنتان وولدان!” استقبلت ابنتي إجابته بترحاب كبير.

“بالرغم من أنني أستغرب وجود طفل يتحرّك في أحشائي” قالت ضاحكة “لكن عندما يولَد سأرسل لكم رسالة على برنامج الواتساب إذ في ذلك الحين سيكون كلانا يحمل هاتفاً متنقلاً!”

الشق

فجأة، وجّهت انتباهها نحوي مرة ثانية “أبي، كيف يتوقف الإنجاب؟” إنها في السابعة من عمرها وليس لديها أي فكرة واقعية عن نشأة الجنين، وقبل أن أجد الكلمات المناسبة للإجابة طرحت سؤالاً ثانياً “بالمناسبة، هل سأحصل على شق جرحٍ في بطني؟ كيف سيخرج الأطفال من أحشائي؟ وعندما يُحدثون الشق هل سيُشفى ثانية؟”

التنبيه

نعتقد، زوجتي وأنا، أنه من الضروري أن نكلِّم أطفالنا عن العلاقات بشكل تدريجي خاصة العلاقة الجنسية منذ سنوات طفولتهم، ولأن هذه العملية حساسة نحاول دائماً أن ننتبه للمؤشرات المناسبة. وأعتقد أن ابنتي الصُغرى قد أرسلت لتوّها مجموعة من المؤشرات المنبِّهة بشكل واضح.

العواطف

خبرتنا الشخصية تضمّنت الكثير من الصمت حول هذا الموضوع من قبل والدينا مما ترتب عليه أن نعتمد على أنفسنا لاكتشاف أجسادنا والأمور الجنسية المتعلقة بنا. دعوني أقول لكم هذا: لم تكن هذه تجربة إيجابية طوال الوقت. ليس من الضرورة معرفة بعض الأمور عن جسدك فحسب بل إن معرفة الأمور الجنسية تحتل أهمية أكبر من كونها مجرد عملية تطبيقية: فالكثير من المشاعر والمشاعر مرتبطة بهذه العملية.

مكان آمن

نؤمن أن تحضير أبنائنا لهذا القسم الجميل من حياتهم يشكِّل جزءاً من دورنا كوالدين. وبعد ما يقارب العشرون عاماً من الزواج يمكنني أن أقول بكل صدق أن العلاقة الجنسية هي أمر جميل ومميز. ودورنا هو أن نضع هذه الأمور في إطارها الصحيح في ضوء استغلال العالم المستبيح للأمور الجنسية فنحن نؤمن أن الله منحنا جسداً لنتمتع به وعلاقة زوجية لنحتفل من خلالها بهذا الجسد في وضع آمن.

حوار جيد

بالعودة إلى ابنتي ذات السبعة أعوام وصديقها المقرّب، كان هذا الحديث أقرب للخيال منه إلى الواقع خاصة وأن الفتيات الصغيرات يملن للتفكير بهذه الأمور قبل أن نتوقّع منهن ذلك. بالرغم من أنني فكّرت بأن هذا الوضع كان مسلياً إلا أننا حاولنا أن نصبغ تلك اللحظة بالجديّة وحاولنا أن نجري معها حواراً جيداً حول هذا الموضوع بحسب قدرتها على الفهم والاستيعاب.

لسروري، فإن الحديث مع الفتيات كان جزءاً من وصف زوجتي الوظيفي. أتساءل عما قالته لها حول إخراج الأطفال من البطن؟ فإجابتي ما كانت لتخلو من الوصف الفوضوي المليء بالدم .. على ما أعتقد.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

الجمباز

فحص الصفحة الشخصية (البروفايل)

What do you think?

Written by mark

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

في بيتنا مراهق

فالنتاين عائلي