سُئل بعضُ الأطفالِ عن معنى الحب بالنسبة لهم، قال أحدهم: “الحب هو، لما أرى والدتي تُعدُّ فنجان القهوة لوالدي في الصباح، وتتذوقه قبل أن تقدمه له حتى تتأكد من مذاقه الجيد ليكون تماماً كما يحبُّه أبي.”
وقال آخر: “لم تعد جدتي تقدر أن تنحني لتقلم أظافر قدميها وتلونهم بسبب مرضها، فكان جدي هو الذي يقلمهم ويلونهم لها رُغم مرضه هو.”
ولما فكرت أنا بمعنى الحب، شعرتُ مثل الأطفال، إنه النعمة المقدمة لي، وهو الإهتمام والعناية والقبول التي أحتاجُها لأتنفس وأحيا بها. والمعنى واسع جداً وعميق بالنسبة لي شخصياً فهو ليس فقط ما أشعر وأحس به، بل هو أيضاً ما أقدم منه أنا للآخرين من حولي ليكون طعمه لذيذاً وفريداً.
هل الحب مشاعر فقط؟
أسهل عليَّ أن أحب عندما أشعر بالأمان والسلام والمزاج المناسب. ولكنني تيقنت إنني إن اعتمدتُ على مشاعري فقط فسوف أفشل، لأن مشاعري تتغير وتتبدل، سأشبهها بالحديد الذي يقترب من النار فيسخن، ولمّا يبتعد عنها يبرد. وأشبه قلبي كخزان المياه المليئ بالحب والعطاء والنعمة، فأروي منه من حولي زوجي أولادي عائلتي وأصدقائي. ولكن هناك سر أود أن أبوح به، عندما يفرغ خزان قلبي ويصل إلى مستوى القاع حيثُ الشوائب ترسي، لا يخرج مني سوى الكلامُ العكر والتصرفات التي تظهر خزانَّي الفارغ. وفي الفراغ تحلُّ الأوهام وتظهر الشقوق والجفاف.
كيف أملىء خزاني بالحب؟
أذهب إلى النبع كثير المياه الصافي النقي والعذب، أذهب إلى من هو الحب، الله الآب هو الحب، وهو النبع الذي يفيض باستمرار ولا ينضب. يقول كاتب المزمور42، كمَا يشتاقُ الإيّلُ إلى جَدَاولِ المِياهِ، هكذا تشتاقُ نَفسي إليْكَ يا اللهُ. في كل وقت، وفي أيِّ ساعةٍ من النهارأطلب أن يملئني من مياه نبعه. إملىء خزان قلبي يا الله بالحب والعطاء والنعمة لأرتوي وأكون مثل الكرمة المثمرة في جوانب البيت، وأروي كل من حولي.
لماذا لا أذهبُ إلى آخر!
لأني معروفه عنده، لأنه يعرفني بأسمي، أنا محبوبة جداً، أنا ثمينه في عينيه قد دفع دماً زكياً من أجلي، أنا لستُ متروكه أو مهجورة، اسمي محفور على كفهِ بجانب آثر المِسْمَار. لذلك أذهب وأشرب من نبعه وأمتلىء وأرتوي ومن نعمته أروي آخرين بالحب.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings