في كل سنة ومنذ أن أصبحت ابنتنا الكبرى خمس  سنوات تقريبًا، قرّرنا أنا وزوجي أن نحتفل بعيد الحب (المحبة) بشكل مختلف، بأن نضمها للاحتفال معنا، فأصبحنا أنا وهي نحضّر كعكة على شكل قلب ونتفنّن بتزينها بالكريما الحمراء ثم نزيّن البيت بالقلوب الكرتونية الحمراء التي كانت تقصّها بأحجام مختلفة، ثم تجلس لساعات تعمل لي ولوالدها كرتًا جميلًا مزينًا وملوّنًا تكتب عليه بكلماتها الصغيرة عبارات رقيقة كم نعني لها وكم تحبّنا. ونحن كنا نحضر لها هدية مميزة ونعبر لها عن حبنا وفرحنا لوجودها في حياتنا، وهكذا استمرينا على هذا الحال مع قدوم أختها وأخيها الى أن أصبح هذا الحدث هو بمثابة احتفال عائلي خاص يُظهر فيه كل واحد منا حبّه وتقديره للآخر وامتنانة لوجوده في حياته.

كان زوجي وما زال مثالاً للأب الحنون والصديق القريب ليس فقط في حياتي بل في حياة بناتي وابني، فهو أول مَن أحضر لهم   “الوردة الحمراء” وعبّر لهم بكلمات “الحب” و “المودة”  مما جعلهم  مشبعين من حب الأب وتقدير الأم ويتعلّمون معنىً  مختلفًا للحب والعلاقات الحميمة، مختلفة عن تلك العلاقات والمعاني التي يسمعون عنها عبر الميديا ومن الأصحاب، وأن هذه المناسبة لا تقتصر فقط على الأصدقاء والخطّاب والمتزوجين.

كان هدفنا أن نزرع فيهم محبة نقية قوية ومعنى حقيقي عن الحب والمحبة، محبة الأب للأم ومحبة الأخت الكبرى للصغرى ومحبة الأخوات لأخيهم الشاب.

ولم نقف إلى هنا……. بل أصبح هذا العيد وإلى هذه اللحظة تقليدًا سنويًا ننتظره جميعًا في البيت، نتسابق مَن سيعمل أجمل كرت ومن سيكون الاول في قراءة أرق العبارات والكلمات وما زلنا أنا وابنتاي نتلقى “الوردة الحمراء”.

لم نندم يومًا لأننا قرّرنا أن تحتفل بهذه الطريقة، وخصوصًا عندما نرى الامتنان على  وجوه أبنائنا وحبّهم المميّز بعضهم لبعض.

ففي وسط عالم مضطرب مفكّكك، عالم بردت فيه المحبة الصادقة،  الجميع يبحث عن الحب الحقيقي والعلاقات الحميمة الدافئة.

كيف سيكون لنا دور كوالدين أن نجذب أبناءنا إلى بيوت دافئة ملؤها الحب والأمان؟

File 13-02-2016, 12 27 08 am File 13-02-2016, 12 27 50 am

مقالات/فيديوهات مقترحة:

الصديق الحميم

حاجات أم رغبات

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

الصديق الحميم

حب المراهقة