in ,

حاجات أم رغبات

           “بدي خلوي جديد آخر موديل.”

 “ما بقدر أروح على الحفلة إلا إذا لابسة جينز ماركة معينة.”   

 “لو بيتنا أكبر وفيه حديقة وبركة.”

“بدّي بالمدرسة يقولوا عني Cool مش درّيسة nerd .”

“قراءة الكتب والروايات هذه Old Fashion.”

“ما راح أكون مبسوطة إلا إذا كانت ماركة بوط الرياضة أغلى من اللي عند صاحبتي.”

لازم، بدّي أكون، نفسي لو….. ما حد فاهم عليّ…. عبارات وطلبات متكرّرة نسمعها كثير كأهل بهذه الأيام من أولادنا المراهقين؟؟؟

هل فكّرنا نوقف شوي ونعرف ما الحاجات الحقيقية وراء هذه الرغبات اللي ما بتخلص؟

ما كان سهل على ابنتنا في مرحلة المراهقة أن تمر من هذا الطريق بدون أن تتأثر بالمحيط والمعتقدات اللي حولها من المدرسة والأصحاب والـ Media…. إلخ.

كان ضغط كبير على نفسيتها لدرجة إنه في بعض المواقف كان عليها تتنازل عن بعض الأمور المميّزة في شخصيتها لتكون مقبولة من الشلة والأصحاب.

وهذا بحزن قلبي وقلب أهل كثيرين في هذه الأيام من التحديات الصعبة اللي بيمرّوا فيها المراهقين وحتى (البالغين)، واللي صارت فيها قيمة الإنسان وقدره بالأمور الخارجية والماديات والسعي وراء رغبات ممكن تتحقق، وممكن أن تكون صعبة المنال وتترك الشخص محبط متألم وحيد يظن إنه فاشل وغير محبوب، وتتركنا نحن كأهل محتارين ماذا نفعل.

كنّا أمام تحدي كبير أكيد بنحب نلبّي هذه الرغبات بالمستوى والقدر اللي بنقدر عليه، وبس التحدّي الأكبر هو أن نعرف ما وراء هذه الرغبات السطحية من حاجات حقيقية غير ملباه جعلت ابنتنا المراهقة تسعى للحصول على القيمة والقدر والتقبّل من خلال الحصول على هذه المقتنيات.

بالحقيقة في رحلتي بالوعي بالذات والتعرّف أكثر على نفسي ودوري كأم في حياة أبنائي الثلاثة أدركت أنه عليّ الانتباه إلى حاجاتها النفسيه والعلاقاتية، واللي هي بتلعب الدور الأساسي في علاقة جيدة وقوية داخل البيت أولاً ثم خارجه.

لم تكن مهمة سهله أن نوصل لأولادنا وابنتنا المراهقة أن قيمتهم لا ترتبط بحسن أدائهم ومظرهم ومقتناياتهم، ولكنهم محبوبون لأنفسهم (لكينونتهم) لصفاتهم الداخلية المتميزة للطبيعة التي خلقوا فيها. مزمور 139

كان عليّ أن أبرز تميّزها وصفاتها أكثر من ادائها، أتقبل اختلافها قبل الحكم عليها، التصديق بها وعدم مقارنتها بالآخرين، هي ليست أختها وهي ليست أنا.

كانت محتاجة أن تشبع مِن تلقي هذه الحاجات (التقبل، التقدير، الرضاApproval ، التصديق في شخصها بعيداّ عن التوقعات)، فلا تسعى لتحصل على هذا الرضا من الرغبات الوقتية الظاهرة.

فقط عندما استطاعت ابنتنا أن ترى قيمة نفسها في عيوني وعيون والدها قبولنا غير المشروط لها، وأصبحت تسمع كلمات الرضا والاستحسان عن شخصها وصفاتها وتميزها هنا فقط أصبحت ترى وتصدّق بأن قيمتها ليست بالمقتنيات ولا بتحقيق الرغبات وإنما بالشبع من تلبية الحاجات الحقيقية والتي تدفع المراهق للسعي وراء هذه الرغبات.

في قلب التنافسية الذي يعيشها العالم في هذه الأيام، وأولادنا جزء من هذا العالم، التحدّي مستمر لنا كأهل، هل سأقبلهم؟ أحبّهم كما هم على كل صفاتهم!! أكون متواجدًا لهم سواء فازوا أم خسروا!!!

مقالات/فيديوهات مقترحة:

اللعبة المكسورة

 حلمي أم حلمهم

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

دروس في الحياة

هل نتوقع الكمال من أولادنا؟