غداً هو يوم مهم. بعد مرور 14 شهراً على سقوطها أثناء تدريب الجمباز وعلى كسر ذراعها بشكل سيء جداً، ستعود ابنتي للمنافسة مجدداً. في البداية لم تكن قادرة على التدرب لستة أشهر تقريباً، بسبب خضوعها لعمليتين جراحيتين ولحاجتها لإمضاء فترة التعافي. ثم كان عليها أن تستعيد قوتها مجدداً من أجل أن تعود للمستوى الذي كانت عليه.
أظهرت ابنتي إرادة مذهلة لمدة 14 شهراً. كانت حياتها تتمحور بالكامل حول القفز والألعاب البهلوانية وكل تلك الأمور التي يفعلونها في الجمباز، فهي تستمتع بها جداً. إنها متفانية الى حد كبير في كل تدريباتها، وأنا أحب رؤية شغفها تجاه كل ذلك. الشهور التي لم تكن ابنتي قادرة على فعل ذلك فيها، كانت شهوراً عصيبة.
تم الإعلان قبل أسبوعين فقط أن المسابقة ستكون يوم الغد . وقبل أسبوع فقط أخبرونا في أية ساعة سيكون دور ابنتي. ولسوء الحظ، صادف دورها في نفس وقت الماراثون النصفي الذي سجلت انا فيه قبل ستة أشهر تقريباً. وكنت قد كرست الكثير من الوقت للركض والاستعداد للسباق طوال السنة الماضية.
أحاول دائماً التمرن بطريقة لا تتعارض مع وقت عائلتي. لذا أضبط منبهي على الساعة 5:45 صباحاً لأربعة أيام في الأسبوع على الأقل كي أخرج لأركض قبل أن تستيقظ عائلتي، حتى أستطيع العودة لتناول الفطور معهم. ولكن كيف لن يتعارض ذلك مع وقت عائلتي ان لم استطيع حضور عودة ابنتي للعب الجمباز ثانية؟ لذا… قررت أن لا أشارك في الماراثون النصفي.
تناولت في هذا الصباح الفطور معها، وسألتها، “هل أنت جاهزة للمسابقة غداً؟” وأجابت، “أعتقد ذلك.” ثم قالت، “أتمنى لو أنك موجود هناك يا بابا…”، فأجبتها، “وهل تظنين أنني من الممكن أن أفوت ذلك؟ سأكون موجوداً هناك يا حبيبتي، وستكون عيناي مركزة عليك.” فبدأ وجهها يشع فرحة.
لست قادراً دائماً أن أكون موجوداً في اللحظات الضرورية، لكنني أحاول أن أكون موجوداً خلال الأحداث الهامة. أعرف أن هذه اللحظات ثمينة، ثمينة لي (إنهم يكبرون بسرعة!)، وهي ثمينة اكثر لأطفالي. قال طبيب نفسي مرة: “أعظم بحث في الحياة هو البحث عن حب أبيك.”
آمل أن ابنتي لن تجد حب أبيها الذي على الأرض فحسب، بل أيضاً حب أبيها الذي في السماء.
العائلة تأتي أولاً.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings