طفلتي فوضوية

تعاني الكثير من الأمهات من فوضى وإهمال أبنائهم وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم وخزائنهم. قبل هذه الفترة كنت ألقي بعض اللوم على الأمهات، وأقول لهم لو إنهم قد علّموا أبناءهم منذ الصغر الترتيب لكان البيت كله مرتبًا.

لكن ما حدث معي بالحقيقة فاجأني، فطفلتي منذ صغرها- ولا أبالغ في القول أنها ومنذ كان عمرها سنة- وهي ترتّب ألعابها، طبعًا حسب معرفتها- وتضعهم في علبهم وتفرح لما أنجزته. لكن منذ فترة قريبة، بدأت طفلتي التي تبلغ الرابعة من العمر تصبح فوضوية ترمي بألعابها على الأرض وتتركهم لساعات أو حتى أيام دون مبالاة، وحتى لو قلت لها إنها لن تجدهم في اليوم التالي إن لم تعيدهم إلى مكانهم قبل النوم، كما كانت تفعل سابقًا. ما الذي حدث؟ ولماذا أصبحت طفلتي فوضوية وكيف أخلّصها من هذه العادة غير المحبّبة بالتأكيد؟

طبعًا لكلّ طفل طبع يخلق معه، ونحن كأهل علينا تشذيب هذا الطبع وبلورته، فمن الأطفال مَن هو مرتّب بطبعه، ومنهم مَن هو فوضوي، ومنهم اتكالي، ومنهم….

لكن ما ينبغي أن يفعله طفلنا هو ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده على تلك الأمور اتّبعت مع طفلتي عدّة أمور أحبّ أن أشاركها معكم ومنها ما يلي:

  • حاولي تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولي له: ضع المكعّبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف، ولا بأس بمشاركتِك اياه في المرّات الأولى على الأقل.
  • عوِّديه مرّة تلو الأُخرى وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة مثلًا، وقولي له: سأعلّق لك ثيابك هذه المرّة لتتعلّم، وساعدني في ذلك، وفي المرّات اللاحقة تستطيعين أن تشجِّعيه على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة: “هيا أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح.”
  • شجِّعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: مثلًا “إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكراً للمدرسة ورتّبت غرفتك تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة.”
  • كذلك يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأمُّ بموضوع معيَّن ثمَّ يأتي الأب ويناقضها كليَّاً في نفس الموضوع. فمرة نخرج من المنزل وهو مرتب ومرة أخرى نترك الفوضى لأننا على عجلة من أمرنا
  • حاولي بعد ذلك أن يتحمّل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما كترتيب ألعابه بعد أن تحدّدي له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله ، فيمكن أن تعلِّمي طفلك البالغ 3 سنوات أن يرفع ألعابه قبل الطعام وإعادتها إلى مكانها، وترتيب أدواته الخاصة به من قصص وملابس.
  • اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما مع مجموعة يكون طفلك واحداً منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
  • أظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل وذلك بحزم ولطف معاً.
  • صوّري له غرفته قبل الترتيب وبعده واجعليه يلاحظ الفرق بين الصورتين ويحدّد هو أي الصورتين أجمل.
  • حفّزيه على هذه المهمة مثلًا إن رتّبت بسرعة سنذهب لمشوار.
  • كوني قدوة له، فمن غير المنطقي أنه وهو يقوم بالترتيب تقومي أنت بمشاهدة التلفاز مثلاً، بل قولي دعنا نرتّب البيت، أنت ترتّب غرفتك وأنا أرتّب المطبخ، وبابا يرتّب كتبه، فيعرف أن هذه المهمة ليست عقابًا له.
  • أحضري أدوات خاصة به كقطعة لمسح الغبار أو مكنسة صغيرة أو… فيحسّ بالمسؤولية تجاه هذه الأدوات، ولا مانع من أن يختارها هو إن أمكن.
  • إذا مرّت فترة وترك طفلك ألعابه على الأرض، مثلاً: لا مانع من أن تقومي بترتيبها أنتِ، وكعقاب له أقفلي الخزانة وامنعيه من استخدامها لفترة حسب عمره، فيتعلّم الالتزام بالترتيب ليستعيد ألعابه.

وبالنهاية فإن الترتيب طبع وعادة، والطفل يتعلّمها أولًا من أهله ويقلّدهم بها. كوني صبورة وملتزمة فيتعلّم منك ويصبح الترتيب عنده شيئًا طبيعيًا لا حاجة لتذكيره به.

اقرأ أيضاً: 7 طرق لتعليم الطفل أن يهتم بنفسه

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

صفات الأم المؤثرة في حياة أبنائها

صفات الأم المؤثرة في حياة أبنائها

كنافة بنكهة التيراميسو

كنافة بنكهة التيراميسو