بالرغم من تجربتنا الصغيرة -زوجي وأنا- في تربية الأطفال، إلا أننا تمكنّا من الوصول لنتيجة أن أطفالنا يحتاجون للنظام والقوانين والسلطة في حياتهم، وإلى معانٍ واضحة للمبادئ لمعرفة الصح من الخطأ. فعندما يتعلّمون ما هي حدودهم وواجباتهم، سيتمكّنون عندها من النمو بشكل سليم، وسيعطيهم الإحساس بالأمان.
هذا جعل النظام في منزلنا يتكوّن من قوانين وحدود واضحة مع أبنائنا، وفيما بعد أصبحت هذه الحدود هي اتفاقية عائلتنا المكتوبة.
حين كان أطفالنا صغاراً اهتممنا بالأشياء البسيطة مثل تعليمهم الذوق في التعامل واحترام الآخرين، وآداب الطعام، وطاعة الوالدين والله.
ومع تقدّم الأولاد بالعمر حاولنا زيادة القوانين ووصلنا لمرحلة إشراك جميع الأطفال في وضع القوانين.
كانت هذه الحدود تمثّل المسودة النهائية لاتفاقية مكتوبة قمنا جميعاً بالتوقيع عليها، وكانت هذه الاتفاقية واقعية جداً. اكتشفنا أن وجود اتفاقية عمل مكتوبة تساعد كثيراً في وجود الوفاق العائلي، فقد جعل هذا الأمر من موضوع تدريبنا لأطفالنا أمرًا سهلًا جدًا، وكان يكفي أن نشير إلى الاتفاقية لنجعلهم أكثر رغبة في التعاون معنا لتنفيذها، فهم غير قادرين على القيام بما يحلو لهم بأي وقت.
اقرأ المزيد: 13 قانون منزلي لتربية أولادي
كان السلوك الجدّي له مكافأة، والسلوك السيء له نتائج غير مرضية. فقد وضعنا مجموعة من أساليب العقاب مثل منعهم من الكلام أو اللعب أو إبقائهم في غرفهم، وربما زيادة فترة التدريب على الآلة الموسيقية الخاصة بهم، فكان عليهم تحمّل مسؤولية تصرّفاتهم.
لكن تنفيذ هذا الأمر لم يكن بهذه السهولة . فكلما شعرنا أننا تقدّمنا خطوة للأمام نجد أنفسنا قد تراجعنا خطوتين للخلف، ونحتاج أحيانًا أن نتحدّث في نفس الأمور ونذكّر أولادنا بنفس آداب السلوك مرة ومرات، وفي بعض الأوقات نشعر بأن كل ما نفعله بلا فائدة!
لكن تبقى مهمتنا كآباء وأمهات مساعدة أولادنا كي ينمو من الداخل. وهذا يتوقف على ما نزوّدهم به من الخارج من تحمّل مسؤولية وضبط النفس والحرية، ويبقى وضع الحدود والمحافظة عليها ليس بالأمر السهل، لكن مع المقوّمات الصحيحة من الممكن أن تنجح.