4 أنواع مختلفة لشخصية المراهقين
المراهقة هي تلك الكلمة التي يعجز العديد من أهالي المراهقين على إعطائها الوصف الكامل لما تحمله من معنى، وإن قالوا شيئًا عنها فإنهم يقولون هي مرحلة العصبية والعناد ومخالفة الرأي وعدم رغبة المراهقين الالتزام بما يُطلب منهم.
وعندما يقوم الأهل بمقارنة المراهقين بعضهم ببعض كمقارنة المراهقين في منزلهم مع المراهقين من الأصدقاء والعائلة فإنهم يجدون بعض الاختلافات التي بحسب ما يرونها تعتمد على مدى الاختلاف في التربية والقدرة على التعامل مع الأمور. لكن هذه ليست أسباب اختلاف المراهقين بعضهم عن بعض ولكن هي بسبب وجود أنواع مختلفة من المراهقين بها يختلفون ويتميّزون بعضهم عن بعض حتى لو كانوا إخوة.
ومن أهم أنواع المراهقين هي أربعة أنواع أساسية سنقوم بالتحدّث عنها لتوضيح المقصود من كل واحدة منها، وهي كالتالي:
- المراهق المعتدل: هذا النوع من المراهقة لا تعني الرضا التام عن تصرّفات المراهق، ولا عن قبول ما يقوم به بقدر ما يكون المقصود هنا هو الاعتدال في التكيّف مع ما يدور حوله، والاعتدال في التصرفات. أكثر ما تتصّف به هذه المرحلة مع هذه الشخصية هي أنها تكون فترة مراهقة تميل نوعًا ما إلى الهدوء العاطفي والرضا عن النفس والاستقرار النفسي وعدم الشعور بالتوتر. من ناحية أخرى يكون لدى المراهق علاقة خاصة مع المجتمع والقدر الكافي من الهدوء والاتزان الذي يجعل منه شخصًا محبوبًا مرغوبًا به من الآخرين، وتربطه بمن حوله علاقات جيدة تخلو من المشاكل والتوتر والعصبية والانفعالات كما هو الحال مع مراهقين آخرين بل يكون التفاهم هو الأساس وتقبّل النقد ومناقشة ما يزعجه دون خسارة الآخرين.
- المراهق المنطوي: وهو النوع الذي يشعر فيه المراهق بأن كل أنواع الهرمونات لديه هي التي تتحكم بمشاعره وأحساسيه، فهو ينسحب من أي مجلس ولا يرغب بالتحدّث ويكون انطوائيًا لعدم رغبته بالبقاء حول الناس، ويفضّل أن يكون منعزلًا عن الجميع ومكتئبًا، وهو يبتعد عن كل أنواع التجمّعات مهما كانت. تصرّفاته كلّها سلبية وهو لا يرغب بالمشاركة بالأفكار والآراء حتى لو كان قادرًا على ذلك، فهو يشعر بالخجل وبعدم ثقته بنفسه ولديه العديد من الأحلام التي يتمنى أن يحققها والتي هو دائم التفكير بها لدرجة قد تكون وهمًا وخيالًا يسبّب له التعب النفسي ولمن حوله لعدم معرفتهم التامة بالطريقة الصحيحة للتعامل معه.
- المراهق المتمرّد: هو مراهق عصبي وعنيد يرفض أي شيء حوله حتى لو كان له رغبة فيه إلا أنه يفضل الرفض لأنه متمرّد وعدواني ويستخدم العناد مقابل حتى لو كان الأمر لا يستحق ذلك العناد، فهو يرفض بقوة لأنه بطبيعته ثائرًا لا يقبل أن يخضع لأي أمر من أي شخص حتى لا يشعر أنه تحت سلطة تسيطر عليه مثل والديه في البيت أو المعلمين في المدرسة أو المدرب في النادي. فهو يحاول أن يؤكد ذاته عن طريق رفض الرأي الآخر بأي صورة حتى لو كان ذلك يسبّب الأذى لغيره. هذا النوع هو نفسه الطفل الذي يرفض بالقيام بواجباته المدرسية أو المهام الموكلة له في البيت فهو يمارس العناد محاولًا إثبات قوته وسيطرته على الأمور.
- المراهق المنحرِف: وهي الشخصية التي تجمع أكثر من شخصية مع بعضها البعض في نفس الوقت نتيجة الضغوطات التي يتعرّض لها المراهق وشعوره بأنه لا يوجد من يفهمه. عندما يكون المراهق عدوانيًا ولا يجد من يتحدّث معه عمّا يشعر به يصبح عدوانيًا وقد يلجأ هذا المراهق للانحراف بكل طرقه حتى يبتعد عن الأجواء التي لا يشعر فيها بأن هناك من يفهمه بها. قد يلجأ إلى التدخين والتأخر عن البيت وعدم الالتزام بالمدرسة ومشاهدة المواقع الإباحيه والعديد من الأمور التي تشعِره بالبعد عن المشاكل التي يواجهها. في نفس الوقت عندما يكون المراهق انطوائيًا ولا يفضّل أن يكون مع الآخرين ولا يجد مَن يشجّعه ويعزّز ثقته بنفسه فيشعر أنه مختلف عن الجميع وأنه هو الخطأ وهو غير قادر على تغيير طباعه، عندها يلجأ إلى طرق أخرى يملأ فيها وقت فراغه فيكون الانحراف هو طريقه الأول. حتى المراهق المعتدل وبالرغم من كل الإيجابيات التي لديه قد يشعر بثقته الكبيرة بنفسه والقدرة على التكيّف والاعتدال في نظر الآخرين والبعد عن الخطأ مما يدفعه لأن يقوم بتجربة الانحراف بكل ثقة لأنه قادر على تحمّل النتائج.
لذلك على الأهل متابعة أمور المراهقين وعدم الاكتفاء بالاعتماد على معرفة الشخصية التي يتمتع بها المراهق بل بإيجاد الطرق المناسبة للتعامل معهم حتى لا نخسرهم في تلك المرحلة المهمة في حياتهم.
اقرأ أيضاً: تعديل سلوك المراهقين في 6 خطوات عملية
GIPHY App Key not set. Please check settings