لم أكن أعلم أن تلبية رغبات الطفل كلها دون استثناء تُعبر عن شيء غير الحب لإبني وأن يكون راضيا، ولكن للأسف مع الأيام أصبح يعتاد أن يحصل على كل ما يريد دون استثناء وأصبحت غير قادرة على توفير كل ما يريد أو يطلب، وكل من حولي أخبروني بأنني قد أفرطت في دلال ابني ولكنني لم أعلم أنني وصلت لمرحلة لم تصبح بعدها قادرة على إعطائه كل ما يريد وفي نفس الوقت لم استطع التوقف عن الرغبة باعطائه كل شيء وكذلك لا استطيع العودة للبداية لأتجنب كل ذلك.
بحثت كثيرا عن طرق لعلاج ما أفسدته بدلال ابني واكتشفت ان افضل طرق لعلاج الطفل المدلل تكون كالتالي:
-وضع قوانين في البيت وايجاد حلول مناسبة للطفل واحترام تلك القوانين وتشجيع الطفل على اتباعها من خلال طلب المساعدة منه على وضع القوانين والحلول. أن استجابة الطفل للتوجيهات والقوانين هو أمر ضروري فعندما تطلبين منه ان يجلس بهدوء او يذهب للنوم حسب الاتفاق فان عليه ان يلتزم بكلامك.
-توقعي أن يبدأ طفلك في البكاء عندما يريد اي شيء او يريد ان يخالف القوانين الجديدة لأنه اعتاد على ذلك واعتاد على أن يحصل على كل ما يريد فقط اذا بكى. ان كان البكاء من الألم او الجوع او الخوف فهذا مقبول اما ان كان غضب او حزن او طريقة للحصول على شيء ما فعليك تجاهله.
-لا تعطيه كل ما يريد فقط لانه غضب او طلب الشيء بل تركه لوحده ولا تهتمي لغضبه حتى لو حاول طرق مختلفة كالصراخ والبكاء ولفت الانتباه بطرق مختلفة حتى لا يعتاد على ذلك الأسلوب كوسيلة له للحصول على كل ما يريد.
-لا تبالغي في المدح والثناء على الطفل حتى لا يشعر أنه فوق الناس ولا تميزي بينه وبين اي شخص اخر وان نجعل العقاب على قدر الخطأ والمكافآت على قدر الانجاز والخطأ مساوي بالعقاب وعدم التفرقة بين الأبناء ابدا.
-ان يتعلم الطفل احترام الحقوق والواجبات لغيره ورأي والديه والاوقات التي يكونون فيها مشغولين وان يحترم من هم أكبر منه سنا سواء اخوته او اقاربه او اصدقائه وكذلك احترام وتقدير المعلمين.
-محاولة جعل الطفل يعتمد على نفسه اكثر واكثر وانه طبيعي جدا ان يلعب بالعابه لوحده ان لم يكن احد حوله وترتيب العابه وان يواجه التحديات والمشاكل في الحياة اليومية ومحاولة ان يحلها لوحده ان امكن ذلك.
-أن يشارك اللعب والأكل والعمل والدراسة وحل أي مشكلة يتعرض لها وان يتعلم التعاون لأنه بذلك نقضي على أنانيته التي برزت نتيجة الدلال المفرط.
-ان كان الوالدين يعملان اثناء ايام الاسبوع فعليهم تعويض ذلك للطفل أثناء عطلة نهاية الأسبوع ليقضوا وقت أكثر مع طفلهم والذي هو بحاجة له أكثر من أي شيء آخر وان يكون هنالك ترفيه للطفل ولكن ضمن حدود المعقول وعدم المبالغة فيه.
-عندما نرفض اعطاء شيء معين علينا شرح سبب رفضنا لذلك بهدوء وجدية و دون عصبية وبدون صراخ على أن نكون شديدين في طريقة الكلام. مثلا لا نستطيع ان نشتري كل شيء نراه او نرغب به وليس كل ما تطلبه يمكن أن ينفذ.
-دلال الطفل الزائد يعطي الطفل الشخصية الانانية وحب النفس وعدم الاهتمام للغير ولا حتى لآرائهم لان الطفل فقط يرى نفسه في كل الأمور.
-كما أن دلال الطفل الزائد يقضي على احلام الاطفال لانه بمجرد حصولها على ما يريد فنحن بذلك منعنا الطفل عن التفكير بأي طريقة ممكن لمحاولة الوصول الى ما يريد.
-وأكثر الأمور سوءا هو أن الدلال المفرط يؤثر في نمو الطفل لأنه يحصل على كل ما يريد وهو جالس في مكانه ويمنع جسمه من التحرك مما يؤدي لكسل الجسم ويعين النمو.
اقرأ ايضاً: هل أنا أم فاشلة؟
GIPHY App Key not set. Please check settings