كيف أبقى هادئة عندما يُفقدني طفلي صوابي
كان ضبط النفس عندي عندما يُوصلني ابني إلى أقصى درجات الانفعال من أصعب المهارات التي طالما حاولت أن أتقنها، ولكن أقولها دون خجل إنني حاولت وحاولت حتى شعرت أنني جرّبت كل طريقة نصحني بها أهلي وأصدقائي ولكن دون جدوى. كنت دائمًا أعتقد أن ابني هو الذي انتصر في نهاية الأمر، لأنني كنت أصل إلى مرحلة أشعر بأنني أريد الانسحاب لأنني لم أعد أحتمل النقاش بعد يوم طويل في العمل والبيت وتحضير كل ما يلزم لراحتهم جميعًا.
كنت دائمًا أتعامل مع الموضوع على أنه مهارة عليّ إتقانها كما أتقن الطبخ وعمل الحلويات، ولكن هذه المهارة لم تكن من اختصاصي إلا أن بحثت عن طرق من أنحاء مختلفة. فقد قرأت وبحثت كثيرًا واكتشفت بعدها أن كلّ ما أعمله هو زرع بعض الأساليب الحياتية في ابني عن طريقته الناجحة في إيصالي إلى أبعد الحدود من إفقادي صوابي.
بناءً على تجارب كثيرة لعدد من الأهالي قرأت عنها وبحثت فيها سأقوم بتلخيص أهمها والتي نجحت معي، وبالتالي تغيّرت الأمور للأفضل يومًا بيوم. من أهمها عزيزتي عندما يُفقدني طفلي صوابي أن:
- خذي نفسًا عميقًا، ولا تتسرعي في وضع كل غضبك على الطفل سواء بالشتم أو الصراخ أو الضرب، لأنها في النهاية أساليب عنيفة هدفها تدمير الطفل فقط لا غير. لذا تمّهلي حتى يخفّ غضبك.
- كوني حازمة وعطوفة، لأن الطفل يراكِ الأم، وهذا يعني بالنسبة له الحضن الدافئ والقلب الحنون والآمن. حاولي قدر المستطاع عدم تغيير صورتك هذه أمام طفلك، فمثلاً عندما يُغضِبك استخدمي طريقة حازمة في الكلام، دون عبارات قاسية جارحة. ابتعدي عن أي اسلوب للتهديد. هنا بعض الأساليب الذكية لمعاقبة ابنك.
- عندما يلجأ طفلك إلى مرحلة الاستفزاز وتشعرين بأنه عليكِ ضربه، استخدمي كلمات توضّح له أنّكِ لن تفقدي صوابك وأنكِ ستبقي تحاوريه وتحاوريه حتى تصلوا إلى حلّ سويًا. وإن رفض، لا تلجأي إلى الضرب لإجباره أن يقتنع بموقفك فهو في النهاية يريد الانتصار عليكِ في كل الأحوال.
- يجب أن تدركي تمامًا أنه عندما لا يكون الطفل قادرًا على إيصال الرسالة إليكِ بما يريد أو يشعر، فلن يكون أمامه سوى التعبير الخاطئ والاستفزاز حتى تشعري به. ويكون هذا على شكل رسائل صامته للتعبير عن الأمور، لذلك فكّري جيدًا ولا تتسّرعي ولا تعطي حلولًا سريعة للتخلّص من الموقف فقط.
- أخيرًا، الأهم بالنسبة لي لأنني شعرت من خلاله بالتغيير وأصبحت قادرة على ضبط انفعالاتي وتغيير أسلوب ابني هو الاحترام. احترام الطفل واحترام آرائه مهما كانت تبدو غير منطقية، لأنها بالنسبه له نابعة من عالمه الخاص. لا تقلّلي من قيمته فله كيان ومشاعر من السهل أن تُجرح بكلمة واحدة فقط منك.
اقرأ أيضاً: تأديب الطفل دون اللجوء إلى الضرب والصراخ
GIPHY App Key not set. Please check settings