هذا اليوم مميز على الصعيد العالمي لأنه اليوم المخصص لمقاومة العنف ضد الأطفال مهما تباينت الأسباب. لأكون صادقاً انا حزين لوجود مثل هذا اليوم لكن للأسف فإن الإساءة للأطفال تحدث اكثر مما نتوقع وقد تكون أقرب إلى بيوتنا مما نتخيل وهذا واحد من الأسباب التي جعلتنا نقرر -زوجتي وأنا- أن نتقدّم بطلبٍ لنكون آباء بالرعاية. 

جسداً ونفساً

نؤمن بقوة بعدم جواز أن يكون أي طفل ضحيةً لأي نوع من أنواع الإساءة وبهذا نقصد الإساءة الجسدية والإساءة النفسية. أمثلة للإساءة الجسدية تتمثل بالعنف المستخدم ضد الطفل مثل الضرب أو الركل أو التحرش الجنسي بالطفل أما الإساءة النفسية فتحدث عندما يهمل الوالدان أبناءهما بطريقة تعرّض صحتهم الجسدية أو النفسية للخطر أو عندما يتعرّضون للإهانة مرة بعد مرة.

أأمن

أدرك أن الكثير ممن يقرأون هذه المدونة لا يعلمون أن في دول أخرى هنالك فرصة لأخذ أطفال من بيوتهم ووضعهم مع عائلات أخرى لرعايتهم لكي ينشؤون في بيئة أكثر أماناً. أنا أعيش في بلد يُسمح بها مثل هذا الأمر –مثلما ذكرت منذ قليل- وللأسف هناك حاجة إليه. عندما لا يتواجد شخص في شبكة الطفل قادر على الاعتناء باحتياجاته فإنهم يلجؤون للآباء بالرعاية مثلنا.

إمكانية العودة

لغاية الآن اهتممنا بأربعة أطفال واحداً منهم أقام عندنا لبضعة أيام، واثنين لمدة زادت عن السنة والطفل الذي نرعاه الآن يقيم معنا منذ ما يزيد عن السنتين. رجاؤنا أن يبقى معنا إلى أن يكبر كفاية ليستقل بنفسه. رعاية طفل تختلف عن تبنّي طفل حيث يكون والدا الطفل بالرعاية في الصورة دائماً، وإن تحسّن وضعهما وتم تأكيد ذلك من خلال المراقبة والبحث يكون هناك إمكانية لإعادة الأبناء لهما.

الإدمان عند الولادة

أصبحتم تعرفون الآن الرواية الرسمية، لكن ما هي القصص الحقيقية للأطفال الذين رعيناهم؟ أخذنا أحد الأطفال الذين اعتنينا بهم من المنطقة الآمنة في إحدى المستشفيات حيث وُلِد مصاباً بالإدمان لأن والدته استخدمت المواد المخدرة أثناء فترة الحمل. الشهر الأول من حياة الطفل قضاها في الحاضنة لإعادة تأهيله وتنظيف جسده من المخدرات بعد أن كانت أمه قد ولدته في بيت خالٍ من الأثاث باستثناء فراش واحد في فصل الشتاء وبدون أية وسائل تدفئة.

عظام مكسورة

جلبوا لنا طفلاً آخر من المستشفى بعد أن تعرض لكسر في الكاحل. بعد أن فحص الأطباء هذا الطفل الذي كان في الشهر الثاني من عمره وأجروا لرجله صوراً بالأشعة السينية وجدوا كسوراً أخرى كانت قد شُفيت، لذا كانت النتيجة التي وصلوا إليها بأن العظام كُسرت من قبل  فقرروا عمل أشعة لكامل جسده واكتشفوا أن هذا الطفل تعرض لكسر في عظامه كل يومين منذ ولادته. بعد قضاء شهر من الاستشفاء في المستشفى بدأنا برعاية هذا الطفل الصغير.

يسوعنا

في الكثير من الأحيان تكون الرعاية مُرضية جداً باستثناء بعض اللحظات الصعبة. على سبيل المثال عندما لا تفهم سلوكاً معيناً لكنك تعرف أنه مرتبط بالوضع المسيء الذي جاء منه الطفل. في هذه الأوقات تكون هناك العديد من الأمور التي تساعدنا على تخطيها. هناك مقولة بأن الذي ينقذ حياة ما ينقذها جميعاً.

الأمر الآخر الذي يشجعنا هو إيماننا، ففي إحدى المناسبات دعا يسوع طفلاً ووضعه في وسط مجموعة من أتباعه. الكلمات التي قالها في تلك اللحظة تساعدنا عندما تسوء الأمور “مَن أوى في بيته واحداً من هؤلاء الصغار فقد أويتموني”. أبناؤنا بالرعاية هم يسوع بالنسبة لنا.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

كيف تسيطر على غضب طفلة في السابعة من عمرها؟

الإساءة الجنسية

What do you think?

Written by mark

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أربع نصائح مفيدة عند السفر بصحبة أطفال

أربع نصائح مفيدة عند السفر بصحبة أطفال

عصير البطيخ