“يُسمح لجميع صديقاتي بالسهر أكثر مني!” هذه حجّة قوية على الدوام، أليس كذلك؟ إن كان يُسمح لجميع صديقاتها بفعل شيء فلماذا لا نسمح لابنتنا بفعل نفس الشيء؟ “ألا تحبونني؟” ولأكون صادقاً معكم جعلني هذا أدخل في دائرة الشك، فالتجأت إلى محرّك البحث “جوجل”: أداة الإسعاف الأولي للآباء! وبحثت عن “ما هو وقت النوم الذي تحتاج إليه فتاة في الثالثة عشرة من العمر” إذ لم يكن لديّ أدنى فكرة عن الإجابة، لكن جوجل أخبرني أنها تحتاج إلى تسع ساعات وثلاثة أرباع الساعة في كل ليلة.
نرغب كآباء أن نؤدّي أفضل عمل بلا شك، فنحن نحب أبناءنا ونعرف أن جزءاً من محبتهم يتمثّل بوضع الحدود لهم من وقت لآخر، وهذا هو الجزء الصعب في الأبوّة: كيف تتخّذ القرار السليم عندما يستمر أبناؤك بالنمو والتغيُّر؟
مجموعة الواتساب
و.. بما أن جوجل يخطئ أحياناً! قرّرت أن استخدم ذات الحجة التي تستخدمها ابنتي (“جميع أصدقائي يقولون …”) بحيث استشرت بعضاً من أصدقائي من خلال تطبيق واتساب مع مجموعة مكوّنة من أربعة أصدقاء لديهم بنات من عمر ابنتي. “مرحباً، متى تنام ابنتكم؟ فنحن نناقش هذا الموضوع في البيت” وقبل أن يصلني أي ردّ مباشر وصلني الكثير من التعاطف. واحد من الأسباب التي تدعوك للبدء بالحديث مع أهالي آخرين بخصوص الأبوّة هو أنك ستجد أنهم يواجهون المشاكل ذاتها.
النسخ
تبيّن أن الإجابة الرئيسية “حسناً، هذا يعتمد على …” الشخصية أو العمر أو اليوم في الأسبوع أو التزامات اليوم التالي. الكثير من الإجابات لكن لم يكن أي منها واضحة بحيث يمكنني أن أستخدمها كما هي بأسلوب “النسخ”. لاحقاً في تلك الليلة وبعد أن نام جميع الأطفال تناقشت مع زوجتي بهذا الخصوص، إذ نحاول دائماً أن نتكلّم حول أمور مثل هذه لنضمن أننا نقول نفس الأشياء عند مخاطبة أبنائنا. هذا أمر مفيد جداً.
يعتمد على الشخص
نعرف أن كل فرد هو شخص مميّز ونصدّق ذلك عندما ننظر إلى أبنائنا. فواحد من الأشياء التي نعرفها عن ابنتنا أنها تصبح رديئة الطبع (نكدة) إن لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، لذا فإن جزءاً من وضع الحدود لها تمثّل بتحديد وقت النوم بحيث يستمتع الجميع بصحبتها وروحها المرحة.
في النهاية توصّلنا إلى تسوية “يعتمد على …” خلال العُطل عندما تحظى بوقت إضافي للنوم (لتحصل على الساعات التسع وثلاثة أرباع الساعة في كل ليلة) عندها يُسمح لها بالسهر لبعض الوقت.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings