The original English text is under the Arabic translation
يبدو لي أن تربية الأبناء تتطلّب قيام الاهل بإفساح المجال لهم ليمارسوا ما تعلّموه منّا. سألتني ابنتي الكبرى الليلة الماضية قائلة: “أبي هل تثق بي حقاً؟”فكان جوابي: “طبعاً أنا أثق بك!”ثم راودتني الشكوك بخصوص سؤالها، فأضفت: “هل هناك سبب يمنعني من الثقة بك؟!”مما جعلها تستدرك قائلةً “أبي!!…مبماذا تفكّر؟”
أدغال الانترنت
أردت في حينها التحدّث معها حول المهارات الحياتية، وخاصةً تلك التي تحتاجها للنجاة في أدغال الإنترنت. أعتقد أننا نعيش في مجتمع الفتيات فيه أكثر عرضةً للمخاطر- بما فيها مخاطر عالم الإنترنت. ولأنني أب لثلاث فتيات، فإن ذلك يجعلني أُصاب بالتوتر.
القيمة الذاتية
بسبب خبرتي بالعمل مع الشباب، أعلم أن ما يراه الشباب على الإنترنت يؤثر على نظرتهم لأنفسهم. وبالأخص الفتيات، حيث يقمن بمقارنة صورتهن التي تظهر في المرآة بصور فتيات تجمّلن بمساحيق الماكياج مما يبدون بشكل أفضل من الحقيقة، وتكون المقارنة غير عادلة لأن تلك الصور قد تم العبث بها وتحسينها من خلال تطبيقات حاسوبية. تؤثر هذه المقارنات بشكل كبير على القيمة الذاتية للفتيات. ولهذا نسمع الكثير من القصص عن فتيات حزينات بسبب ذلك.
الفتيان
ما أخشى منه أيضاً في أدغال الإنترنت هو تلك الكائنات الهرمونية المفترسة: الفتيان! أنا أعرف الفتيان جيداً لأني واحد منهم! أو بالأحرى كنت واحداً منهم في يوم من الأيام. فأجسادهم المملؤة بهرمون التستوستيرون تجعلهم يتوقفون عن التفكير بعقولهم ويسمحون لمشاعرهم بقيادة تصرفاتهم. أنا اعلم أنهم إذا أرادوا حقاً إغواء ابنتي، فسيفعلون ذلك! وهذا يخيفني جداً!
ما العمل؟
كان الحديث الذي دار بيني وبين ابنتي مفيداً لي أكثر مما كان مفيداً لها. لا ينبغي أن يكون كل ما يدور بيني وبين أبنائي من أحاديث له علاقة باليوم، بل إن معظم الأمور التي تدور بيننا تكون لها علاقة بالغد، وهذا هو أحد مبادئ تربية الأبناء. لقد أخبرتني ابنتي أنها تعرف كيف تعتني بنفسها لأننا تحدّثنا عن هذا الموضوع عدة مرات منذ صغرها. أما الآن، فقد حان الوقت لأثق أنها ستعتني بنفسها فعلاً. وهذا يجعلني أعتقد أن جزءاً من تربية الأولاد هو فعلاً يكون بإفساح المجال لهم ليمارسوا ما تعلّموه منّا.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings