أنهى طفلي الصغير عمر السنة وتخطّى عدة أشهر بعدها، وبدأ يتغيّر ويكبر، وبدأت حركاته تصيبنا بالذهول والضحك في أغلب الأوقات. فمنذ عدّة شهور كان هذا الكائن مجرد شخص اتكالي يأكل وينام ويضحك عندما يلاعبه أحد الكبار.
لكن ماذا حدث الآن؟ هل هذه الأشهر كفيلة بتغييره وتحويله إلى كائن مشاكس-إن صح التعبير؟
بالحقيقة ونتيجة لدراستي وخبرتي البسيطة فإن الطفل من بعد عمر السنة تحصل له تغيرات كثيرة، فيتحوّل من طفل يأكل ويبكي وينام إلى شخص يتحرّك ويعترض ويقول لا.
يتحوّل من شخص هادىء يجلس في كرسيه إلى طفل كثير الحركة يركض هنا وهناك.
يتحوّل من طفل متفرّج لما يجري حوله إلى كائن مستكشف يريد أن يمسك كل ما يقع تحت يده من حوله ويفتح الأدراج ويدخل المطبخ والغرف وحتى داخل الخزائن.
لكن لا تقلقي عزيزتي، فالأم التي بدأ ابنها أو ابنتها يتصرّف هكذا هي أم جيّدة عرفت كيف تدمج ابنها في العالم الذي حوله بسرعة. ومن حقها أن تفرح بإنجازها لأنها عملت إنجازًا رهيبًا. فالطفل عندما يولد يكون كائنًا اتكاليًا لا يستطيع القيام بشيء بمفرده، وبعد أن يكبر في العمر يمكنه الحركة بمفرده. هنا تبدأ القصة، فهناك بعض الأمهات بسبب خوفها على طفلها تعمل له كل شيء كالأكل واللعب والشرب و… لكن هناك أمهات تفسح له المجال للتجربة كأن يأكل وحده حتى لو اتّسخ ما حوله، وأن يمشي بمفرده وهي تراقبه حتى لو وقع،…
لكن هل لأن هذا هو الطبيعي والمطلوب عليّ أن أترك طفلي؟ بالطبع لا، لكن عليك أن تنتبهي لعدّة أمور مهمة:
الأمور الخطيرة :
-لكي نسمح لطفلنا اكتشاف العالم من حوله علينا أن نؤمّن له المكان، ونبعد عنه ما يؤذيه كالكهرباء أو الأشياء القابلة للكسر أو أجهزة الخلوي أو…
-لا تتجاوبي لنوبات الصراخ الطفل في هذا العمر لا يتمكّن من الكلام فيبدأ بالصراخ لتحقيق مبتغاه. أوصلي له فكرة أنه عليه أن يخبرك بما يريد بصوت منخفض أو يأخذك معه أو أي طريقة أخرى، كي يفهم أنه لا يحصل بالصراخ على ما يريد فيعتاد عليه.
-اصطحبيه إلى الحدائق ليلعب مع الأطفال، فبهذا العمر يحبّ أن يلعب دون قيود ليكتشف العالم من حوله.
– في بعض الأحيان قد يكون عنده مشكلة الخوف من الناس الغريبة، لذا كوني بقربه وطمئنيه حتى يتخلّص من خوفه وينطلق .
-طبعًا يبدأ بنطق بعض الكلمات مثل: بابا….. ماما…. تيتا، فعليك هنا تشجيعه. علّميه كذلك بعض الأغاني السهلة ذات الحركات الواضحة فهي تثري مخيّلته وذاكرته اللغوية.
-في هذا العمر يبدأ يتعرّف على أجزاء جسمه، ساعديه في ذلك.
– اسمحي له بأن يقوم بتجارب بمفرده كالأكل والشرب وغسل يديه حتى لو أخذ منك هذا الموضوع جهدًا للتنظيف من بعده، لكن هذا يعزّز ثقته بنفسه أولًا ويقوّي عضلات يديه الدقيقة ثانيًا.
وبالطبع استمتعي معه بهذه السنة كما استمتعتِ خلال السنة الماضية، ووثقي له لحظاته بالكتابة أو التصوير أو الطريقة التي تحبينها، ففي هذا السن يتصرّف بشكل لن يتكرر مدى حياته. استمتعي بلحظاتك معه دون خوف بل بحرص.
اقرأ ايضاً: دعي طفلك يقوم بهذه الأعمال وحده
GIPHY App Key not set. Please check settings