in ,

كيف أثرت جائحة كورونا على العلاقات الاجتماعية

أثر جائحة كورونا على العلاقات الاجتماعية

كما نعلم جميعًا بأن جائحة فيروس كورونا كان لها كبير الأثر على العديد من الأمور الحياتية و العلاقات الاجتماعية والنفسية وغيرها المتعلّقة بالإنسان. إلا أنه وبالرغم من تواجد الأسرة بعضها مع بعض أغلب الأوقات في البيت، فقد ازداد الإدمان على الإنترنت  وكذلك الوحدة والانفراد والانطواء وذلك بسبب الملل وعدم الرغبة في الاستمرار في ذلك الروتين اليومي الذي لم يكن العديد من الأشخاص راضين عنه.

كما أن تلك العزلة على المستوى الشخصي أدّت إلى ارتفاع نسبة المشاكل بين الزوجين، وذلك لعدم قدرتهم على السيطرة على أبنائهم وعلى كيفية قضاء الوقت على الإنترنت والعجز عن إيجاد بدائل للأطفال. هذا أدّى إلى القلق والاكتئاب عند الأطفال بسبب افتقاد أصدقائهم، وبسبب تدّني المستوى العام للرفاهية لدى الطفل بشكل خاص، وللعائلة بأكملها بشكل عام.

إلا أن هناك عدد من الأسر حاولت بكل جهد أن تستثمر الوقت مع أبنائها وأسرتها أثناء فترة الجائحة ممّا كان هناك النصيب الأكبر لبعض الأطفال لتحسين علاقتهم بوالديهم، نظرًا لتواجدهم معهم معظم الوقت. استغل الوالدان ذلك الوقت لتنمية الصحّة النفسية للطفل ومحاولة تعويضه عن ما فاته من وقت خارج المنزل ورفاهية بين الأصدقاء عن طريق قضاء الوقت الكافي معهم ومحاولة تنمية قدراتهم ومواهبهم.

وعليه فيكون لجائحة كورونا التأثير الإيجابي في زيادة قوة الترابط الأسري بين بعض العائلات، وكذلك التأثير السلبي في الاتجاه نحو الوحدة والانفراد بسبب الضغوطات التي خلّفتها الجائحة. ولكن هل وبعد مرور وقت كافٍ على الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها بالتدريج لدينا الوقت والقدرة لتصحيح ما خلّفته الجائحة من أثر سلبي في العلاقات الاجتماعية

الإجابة هي: نعم وبكل سهولة وبساطة، خصوصًا أن التأثير السلبي هو شيء مؤقت لا أكثر، وهو نتيجة للضغوطات النفسية التي عانى منها الوالدان قبل أطفالهم لعدم قدرتهم على توفير أجواء الترفيه لأبنائهم خوفًا عليهم، ولكننا الآن ونحن نعود إلى حياتنا الطبيعية وبشكل تدريجي لا زال أمامنا الوقت لاستغلال الأمور وعودتها إلى طبيعتها من خلال قضاء الوقت خارج المنزل مع الأبناء لكسر الروتين السابق، وبالتالي يعتاد الأبناء على الحياة من جديد مع ضرورة الانتباه إلى وسائل السلامة العامة لضمان الصحّة والسلامة لنا ولأبنائنا.

والآن ومن خلال النظام الجديد للعودة إلى الحياة يبقى الخيار أمام الأهل بالعودة تدريجيًا إلى الحياة التي اعتاد عليها أبناؤهم قبل الجائحة، والتي بالابتعاد عنها تسببّت بالضرر النفسي لهم، لتعود النشاطات الخارجية التي تعطي للطفل حرية الحركة والتنقل كما يرغب، وليكون له لاحقًا حق العودة إلى مقاعد الدراسة بين أصدقائه كما يرغب.

كما أن التأثير الإيجابي عند البعض كان في ازدياد الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة. على الوالدين الاستمرار بهذا الأسلوب من التعامل، وتعزيزه بشكل أكبر بين أفراد الأسرة. هذا من ناحية الوقت الذي يقضونه سويًا أو النشاطات التي يقومون بها كأسرة واحدة، كي تتقوى الروابط الأسرية وتحافظ على مستوى عالٍ من الناحية النفسية لجميع الأفراد بسبب هذا النوع من التواصل.

كما كان للحجر الصحّي الناتج عن جائحة كورونا أثر كبير على العلاقات بين الزوجين. فكان لوجود الزوج في البيت فترات أطول أثر على أسلوب تربية الأبناء، خصوصًا عندما تكون الأم هي الشخص المسؤول بشكل مباشر عن التربية. يبدأ الأب ولأول مرة بالتدخل في أمور لم يكن يعلم عنها أصلاً، وهذا لا يمنعه من ممارسة واجبه كأب، ولكن في أغلب الأحيان يعتمد الطفل على والدته بشكل مباشر ويتفاجأ بدور والده الذي ظهر أثناء الجائحة. ليس بالضرورة أن يكون الجميع هكذا، ولكن أثبتت بعض الدراسات أن هناك عدد كبير من الآباء لم يكونوا على علم كافي عن أمور أبنائهم وهواياتهم ما يخصّهم إلا عندما حصلت الجائحة وبقوا في البيت سويًا، حيث اكتشف الأب تلك الأمور.

كما كان هناك مشاكل أسرية بسبب الضغوطات المالية التي حصلت مع أغلب العائلات وذلك نتيجة تقليص عدد ساعات العمل واختلال ميزانية البيت وبالتالي اضطراب الوضع الاقتصادي وتفشي المشاكل بين الزوجين. كل هذا بسبب قلة الدخل وكثرة المصاريف التي لم يتمكّنوا من التحكّم بها.

كما كان لقلة التواصل مع الآخرين سواء الأسرة الممتدة أو الأصدقاء أو الأقارب دور كبير في نمو ما يسمى بالذكاء الاجتماعي لدى الطفل. لم يعد الطفل قادرًا بشكل كبير على التفاعل والتصرّف كما يجب بسبب عدم الاختلاط، بالرغم من أن بعض الأمهات والآباء حافظوا على بعض العادات الأسرية والتواصل مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي محاولين كل ما بوسعهم أن يبقوا على تواصل مع الجميع.

اقرأ ايضاً: 8 خطوات للتغلّب على مشاعر الاكتئاب أثناء الحجر المنزلي

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

اتركي لطفلك حرية اختيار ملابسه لهذه الأسباب

اتركي لطفلك حرية اختيار ملابسه لهذه الأسباب

ما هو الرحم الطفولي وماهي أعراضه

ما هو الرحم الطفولي وماهي أعراضه