إدمان الموبايل
قديمًا كنا نستغرب من الأم التي تترك ابنها يشاهد التلفاز وهي تنهي أمورها في المنزل، أما الآن فقد أصبح الموبايل أو التابلت من الأساسيات التي نشتريها لطفلنا كأي لعبة في البيت. بل وأصبحت أهم من أي شيء آخر، لأنه قد تحدث كارثة إن انتهى الشحن مثلًا أو خسر الطفل في اللعبة أو توقف النت لبضع لحظات.
هذا الأمر مخيف جدًا في الواقع بالنسبة لي كأم أولاً، وكمرّبية ثانيًا. فمن غير المنطقي أنه مجرد أن أسأل أولادي في الصف ماذا تحبّون من الألعاب، يجيبوني عن أسماء ألعاب الكترونية. أو إذا سألتهم ماذا فعلتم في العطلة، يقولون لعبنا على التاب أو يتفاخرون بأن أهلهم قد -نزّلوا لهم- لعبة جديدة…
هنا سألت نفسي: إلى أين نذهب مع هذا الجيل؟؟؟ وهل أصبح الأطفال في طريقهم إلى إدمان الموبايل ؟؟ أم هو الحل الأسهل بالنسبة للأهل كي يشغِلوا أطفالهم عنهم في هذه الظروف والأوقات؟؟؟؟
لكن ونظرًا لخطورة إدمان طفلك بانتظامه المفرط على الموبايل والتابلت، والتأثير السلبي الناتج عن ذلك؛ ونظرًا لأن ابنتي “مظلومة” بعيون كثير من صديقاتي لأنها لا تملك موبايل وتاب، أحببت أن أشارككم بعض الطرق التي اتّبعتها لإبعادها عن إدمان الموبايل وإلهائها بما هو أفضل بالنسبة لها بنظري، أفضل من قضاء أغلب يومها أمام هذه الشاشة الصغيرة تلعب أو تشاهد فيديوهات لا يعرف الأهل في كثير من الأحيان ما هي، ومن هذه الطرق:
- تحديد وقت معين لاستخدام الموبايل واللعب عليه، ويفضّل ألا يزيد عن ساعة في اليوم بأكمله.
- استبدال وقت الترفيه بالألعاب الحركية مثل العجلة والسكوتر والجري وألعاب البولينج المنزلية.
- جعلت طفلتي تشاركني في بعض الأعمال المنزلية مثل: ترتيب وتنظيم غرفتها، طبعًا دون أن أعطيها أوامر، بل عن طريق اللعب والمساعدة.
- اشتريت بعض ألعاب البازل حتى تقوم بتركيبها وحلّ ألغازها، فهذه الألعاب تزيد تركيزها وتعلّمها الصبر والإبداع.
- اصبحنا نمارس الرياضة سوية حتى ولو ببعض التمارين المنزلية البسيطة ونرقص الزومبا أحيانًا.
- حاولت تخصيص وقت للمشوار معها والقيام بنزهة خارج المنزل.
- طبعًا لا زلنا نقوم بالزيارات العائلية ونجعلها تتفاعل معنا ضمن المعقول.
- يجب مشاركة الطفل اهتماماته ومعرفة مهاراته المختلفة للقيام بتوظيفها بشكل صحيح، فمثلًا أحضرنا ألعابًا مختلفة كالمطبخ وعدّة الطبيب و….لتقوم بتجربتها واللعب بها.
- بالتأكيد أهم ما يمكن جلبه هو أدوات الرسم والتلوين المحبّبة للطفل فهي تنمّي موهبته أولًا، وتفرّغ طاقاته ثانيًا، وبالتأكيد سيفرح الطفل إن قمنا بالتلوين معه فأنا استمتع بالتلوين مع ابنتي.
- أصبحت أشاهد الأفلام المفضلة لطفلتي معها، وأتناقش بمجرياتها معها، وأختار لها أنا هذه الأفلام في بعض الأحيان.
- وضّحت لها التأثير السلبي للاستخدام المفرط للموبايل على الصحّة، خاصة على العين وأريتها فيديوهات تصبّ في هذا الموضوع.
- شاركتها معي في إعداد بعض الأطعمة كالعجين وسلطات الفواكه والخضار والحلويات…
- صرت اصطحابها معي أثناء التسوق وآخذ رأيها عند الشراء وحتى أطلب مساعدتها في بعض الأحيان بحمل الأشياء والأكياس الخفيفة.
- طبعًا بدأت بنفسي أولًا، وحاولت الابتعاد عن الالتهاء بالموبايل أمامها.
كل هذا لا يعني أن نجعل من طفلنا ولدًا منغلقًا خارج عن مجتمعه بعيدًا عن أصدقائه وأحاديثهم، فلا يمكننا أن ننكر أن الموبايل والتاب و… قد أصبحوا من أساسيات المجتمع، لكن لننتبه من مخاطره على أبنائنا، حتى لا نندم في وقت لاحق ونكون مراقبين لما يشاهده أبناؤنا لنكسب الجهة المفيدة من استخدام الأجهزة الحديثة.
اقرأ ايضاً: كيف أبعد طفلي عن الأجهزة الإلكترونية
GIPHY App Key not set. Please check settings