الشجاعة هي من الصفات المحبّبة والتي يرغب كل أهل أن يتحلّى بها أطفالهم. إلا أن الشجاعة مثلها مثل أي صفة من صفات شخصيات الأطفال قد تختلف من طفل إلى آخر. ولكن هناك بعض الخطوات والتي يستطيع الوالدان اتباعها لمساعدة طفلهم على أن يكون شجاعًا صاحب شخصية شجاعة لا يهاب المغامرات.
ومن أهم هذه الخطوات التي على الأهل العمل بها كالتالي:
- المديح: تقديم المديح للطفل والعمل على الثناء على كل أعماله، والتحدّث عن الطفل بكل إيجابية أمام الآخرين في الأسرة وبين الأقارب والأصدقاء. كل هذه الإيجابيات تعمل على إبراز شخصية الطفل وتساعده أن يكون شجاعًا. أما عندما يقوم الوالدان على ذمّ الطفل أو وصفه بأنه كسول أو جبان ويخاف من أي شيء أو أن شخصيته ضعيفة وهو غير قادر على القيام بأي عمل وحده، فإن ذلك يؤثّر على نفسيته ويجعله يتأثر بذلك الكلام بل ويصبح مقتنعًا به تمامًا. ولأن الطفل بطبعه كثيرًا ما يتكلّم مع نفسه، فنجده أحيانًا يُعطي نفسه ألقابًا قد سمعها من والديه حتى السلبية منها ليبدأ يقتنع إنها من صفاته، وبالمقابل إن كان ما يسمعه فقط هو المديح والكلام اللطيف فيكرّر لنفسه هذا الكلام ويؤثر عليه إيجابيًا وعلى ثقته بنفسه.
- الصدق: من الضروري جدًا تربية الطفل على الصدق منذ الطفولة، وأن يكون الوالدان صادقين مع الطفل في كل الأمور. ليس فقط بين الوالدين والأطفال بل مع الآخرين أيضًا ليعلم الأطفال أن الصدق شيء أساسي. ولكن إن لجأ الطفل للكذب محاولة منه التهرّب من موقف لم يعجبه، فعلى الأهل التحدّث معه بالطريقة الطبيعية وعدم ضربة وتخويفه، وعدم التجريح في الكلام بل التحدّث مع الطفل عن الأمر ومحاولة فهم ما الذي جعله يتصرّف بتلك الطريقة بكل ودّ، فيتشجّع الطفل ويخبر والده بما يشعر. كلما شعر الطفل بصدق والديه في التعامل معه، فإنه يرغب باستخدام الصدق كأسلوب في الحياة ويشعر بالشجاعة والثقة والطمأنينة كذلك.
- الرياضة: ممارسة الرياضة هي من الأمور التي تساعد في أمور تربية الطفل، وتعمل على صقل شخصيته، وجعل منه طفلًا شجاعًا. عندما يتعلّم الطفل نوع رياضة معينة، فهو يكتسب من خلالها الكثير من المهارات والعادات الجيّدة التي بدورها تزيد من جرأته عند مواجهة الأمور. كما ويصبح الطفل قادرًا على الاختلاط مع الآخرين حتى الذين لا يعرفهم، ولا يخجل، بل يصبح قادرًا على تكوين علاقات مختلفة. ومن أهم أنواع الرياضات التي تلعب دورًا كبيرًا في هذا المجال هي السباحة، وكذلك كرة القدم، وأيضًا ألعاب الدفاع مثل الجودو والملاكمة.
- تنمية المواهب: لكل طفل موهبة خاصة به أو أكثر، وعلى الأهل الاهتمام واكتشاف تلك المواهب التي يتقنها الطفل، وتنميتها. لأن الأطفال مختلفون بكل أطباعهم ومميزاتهم، و هناك فروقات فردية خاصة بهم، فعلى الأهل الاهتمام بكل موهبة بالطريقة التي تليق. لأن الطفل وبمجرد أنه شعر بتشجيع والديه واهتمامهم به، فإن ذلك يجعل منه طفلًا شجاعًا صاحب شخصية قوية. من أكثر الهوايات التي يُظهر الأطفال اهتمامهم بها هي الرسم والكتابة والسباحة، لذلك على الأهل الاهتمام بها من خلال إلحاقه بالنوادي ليمارس تلك الهوايات وبالتالي تزيد ثقته وشجاعته لأنه يقوم بعمل الشيء الذي يحبّه.
- أن نكون قدوتهم: من الضروري جدًا أن يحرص الوالدان في كلّ تصرّفاتهم أمام الأطفال، لأن الأطفال قبل كل شيء مقلّدين لوالديهم بكلّ تصرّفاتهم، فهم يرون فيهم القدوة في الحياة. لذلك عندما يتصرّف الوالد بكل شجاعة في المواقف أمام الأطفال، وعندما يواجه الأمور فسوف يتعلّم الأطفال عمل نفس العمل لاحقًا ليثبتوا لوالديهم أنهم قادرين على المواجهة ويمتلكون الشجاعة.
- المواجهة: على الوالدين مساعدة الأطفال على المواجهة، خصوصًا من الأمور التي تزعجهم وتخيفهم. مثلاً إن كان الطفل من النوع الذي يخاف من الظلام، فما علينا إلا أن ندخل تلك الغرفة المظلمة برفقته ونمسك بيده ونتحدّث له ونبتسم ونخبره بأنه لا يوجد ما يستدعي الخوف في هذا المكان، فكل ما في الأمر أن الغرفة مظلمة. من خلال هذه الطريقة يتعلّم الطفل منّا الشجاعة والمواجهة بالإقتناع لوجود والديه مصدر ثقته بجانبه.
- التحدّث مع الطفل باستمرار: وخصوصًا التحدّث مع الطفل عن الأمور التي تسبّب له الخوف والإزعاج. على الوالدين الانتباه لنقاط ضعف الأبناء، ولأكثر الأمور التي تسبّب لهم الخوف والإزعاج والتحدّث عنها. مثلاً إن كان الطفل يخاف من زيارة الطبيب والإبرة، فمن الضروري توضيح أن الطبيب هو الإنسان الذي سيقدّم لنا المساعدة ليكشف لنا عن ما يؤلمنا، وأنه من خلال الإبرة التي تحتوي على العلاج لما يؤذينا ويُشعرنا بالألم، وأنه لا داعي للخوف، لأنه بمجرد انتهاء العلاج فإن كل شيء سيكون على ما يرام وستعود الأمور لطبيعتها. هنا يتعلّم الطفل الشجاعة لمجرّد الحديث مع والديه ويطمئن أكثر.
- الحركة: من الضروري جدًا عدم منع الطفل من الحركة لمجرد خوف الوالدين من أن يؤذي نفسه، بل عليهم أن يعطوه الحرية التامة في الحركة ليكتشف كل ما هو حوله ويعتاد على التعامل معه بالطريقة الصحيحة، فلا يصبح الطفل لاحقًا جبانًا كثير الخوف غير قادر على المواجهة. فالحركة تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتمنحه الشجاعة، على عكس أن يبقى الطفل جالسًا قرب والديه غير قادر على اكتشاف ما حوله مما يؤثر ذلك سلبًا على شخصيته.
اقرأ أيضاً: أنماط شخصيّات الأطفال: ما هي شخصية طفلك؟
GIPHY App Key not set. Please check settings