in , , ,

4 طرق للتعامل مع الطفل الأناني

 طرق للتعامل مع الطفل الأناني

يولد الطفل بطبيعته أنانيًا يحبّ تملّك الأشياء وحده ولا يريد أن يشاركه بها أحد، ويبدأ بوالدته حيث يريدها له وحده دون أن يشاركه معها أي شخص آخر. فقد يشعر بالغضب والحزن إن اقترب منها والده أو أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو حتى أخوته لأنه يحبّها كثيرًا ويريد أن تبقى له فقط.

من هنا تبدأ مشاعر الغيرة تظهر على الطفل، والتي يعبّر عنها برفض الطرف الآخر الذي يحضى باهتمام والدته، حتى لو لم يكن على حساب وقته معها. هنا يكون دور الأم في التعامل مع ذلك الموقف هو وضع حدّ فاصل لنمو الأنانية عند الطفل والتي تتحوّل من مشاعر غيرة فقط.

حتى لا نصل إلى مشاعر الأنانية والتي قد تجعل الطفل يدخل إلى عالم آخر من الطفولة فيه يجد نفسه منبوذًا من الآخرين وغير مقبول بسبب أنانيته. وحتى لا نكون السبب في تربية طفل أناني علينا أن نتبع بعض الحلول وأن ننتبه لتصرفاتنا وأن نتجّنب بعض السلوكيات مع الطفل والتي هي كالتالي:

  1. دعم الطفل إيجابيًا: في خلال رحلة التربية الكثير منا لا ينتبه لتصرّفات الطفل الإيجابية ونلتفت فقط للأمور السلبية التي لا ترضينا، وهذا التصرّف خاطئ علينا أن نتجّنبه. لأنه من الضروري جدًا تعزيز أي سلوك إيجابي يقوم به الطفل حتى لو كان بسيطًا جدًا، فمن خلاله يستطيع الطفل أن يعرف قيمة نفسه ومدى انتباه الأهل له وبالتالي تعزيز ثقته بهم لمتابعته. يكون التعزيز في هذه الحالة بطرق مختلفة، حيث لا بد من التنويع حتى لا يمل الطفل. مثلاً قد يكون التعزيز من خلال تقديم الهدايا والألعاب أو من خلال مدح وشكر الطفل أمام الجميع. وقد يكون تعزيزًا ملموسًا عن طريق جعل الطفل يختار الوقت الذي يناسبه لقضاء وقت خاص به مع والديه أو أحدهم في المكان الذي يختاره. هذه الطرق تبعد الأنانية عن الطفل الأناني لأنه يشعر من خلالها بالحب والاحترام دون ممانعة المشاركة مع الغير.
  2. النشاطات الاجتماعية: في أغلب الأحيان يرفض الطفل الأناني المشاركة في أي نشاط اجتماعي لخوفه من أن يجبِر على مشاركة ما لديه من ممتلكات، أو أن يجد والدته أو والده يشارك الآخرين اللعب أو الرأي. لذلك فمن الضروري البدء باختيار نشاطات بسيطة ولمدّة قصيرة، على أن يكون الطفل متفرجًا ليرى الجميع يتشاركون وهم سعداء وأنه لا ضرر إن قام هو بنفس الشيء. مثلًا إشراك الطفل في مجال الألعاب الرياضية وتمرير الكرة من طفل إلى آخر دون أن يتملكها أحدهم، فهي للجميع من أجل قضاء وقت ممتع. أو في مجالات السباحة من خلال تعزيز روح المنافسة بالمشاركة مع غيره في السباق بكل روح رياضية دون الشعور بالأنانية والرغبة بالفوز دائمًا. كما أن للأعمال التطوعية دورًا كبيرًا في تعزيز شعور حب الآخرين وقبولهم والعطاء المستمر، خصوصًا عندما يجد الشكر والمديح منهم لما قام به من أعمال. كل هذه النشاطات تدعم الطفل نفسيًا وتساعد على زوال الأنانية بشكل تدريجي.
  3. العطاء بلا مقابل: من الضروري أن يتعلّم الطفل العطاء غير المشروط، وأن يكون على علم بأن ليس كل ما يقوم به يجب أن أن يأتي عليه بمردود، وعلينا أن نعلّمه بأن أفضل أنواع العطاء هو العطاء بلا مقابل، حيث يشعر الآخرون من خلاله بالمحبة، ويقدرّون ما عملناه لأجلهم. مثلاً أن يقوم بتوزيع الحلوى على أصدقائه في المدرسة، ونطلب منه مراقبة وجوه الأطفال الآخرين ليرى سعادتهم، والتي هي أهم ما قد يجنيه بعد توزيع الحلوى. أو نطلب منه مساعدة باقي أفراد الأسرة في أي عمل لا يمكنهم عمله، خصوصًا إن كان الطفل الأكبر في البيت، ويدرك أن سعادتهم بوجوده بجانبهم هو حصيلة عمله الجيد معهم. كل ردود فعل الطفل هذه تجعله يفقد شعور الأنانية تدريجيًا، ويصبح أول من يقدّم المساعدة والمشاركة للجميع قبل أن يُطلب منه ذلك.
  4. تعزيز الثقة بالنفس: أغلب الأطفال الأنانيين لا يملكون الثقة بالنفس كما يجب، وذلك بسبب انشغالهم الوحيد بحب التملك والأنانية التي تسيطر عليهم. هذا يجعلهم يفقدون الثقة بالنفس والقدرة على العمل وحدهم دون مساعدة الآخرين. لنساعد الطفل على تعزيز ثقته بنفسه علينا في البداية تقبّل الطفل كما هو وعدم رفضه، بغضّ النظر عن أي تصرف غير مرغوب يقوم به، وأن ما نرفضه هو فقط السلوك وليس الطفل. علينا أن نستمر بتقديم المديح للطفل حتى لو كان على تصرّف بسيط جدًا، وجعل هذا التصرّف بمثابة أمر مهم يجعلنا كلنا فخر لأنه قام به. هذا يعزز ثقة الطفل بنفسه ويجعله يرغب بعمل المزيد. بعض هذه الأعمال قد تتطلب منه مساعدة الآخرين والتي من خلالها يتخلى عن الأنانية ويصبح مشاركًا سعيدًا.

علينا أن لا نتوقف عند رغبة الطفل بالتملك والأنانية على أنه طفل صغير سيكون أفضل عندما يكبر. علينا منع هذا الشعور أو السيطرة عليه قدر المستطاع في أول مراحل حياته، حتى لا يكون عادة مرافقة له يصعب التخلي عنها لاحقًا.

اقرأ أيضاً: حُبّ التَملُك عند الأطفال

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كل ما يجب أن تعرفه الحامل عن فترة الحمل

كل ما يجب أن تعرفه الحامل عن فترة الحمل

أهمية الحفاظ على الصحّة النفسية للطفل في زمن الكورونا

أهمية الحفاظ على الصحّة النفسية للطفل في زمن الكورونا