in , , , , , ,

4 خطوات لتدريب الطفل على النوم في غرفته الخاصة

من أكثر الأسئلة التي يسألها الأهل ويحاولون إيجاد إجابة مناسبة هي في أي عمر يكون الطفل جاهزًا للانتقال إلى النوم في غرفته الخاصة والانفصال عن غرفة والديه؟ ولكن للأسف ليس هناك إجابة محدّدة وعمر محدّد لهذا السؤال، ولكن الذي يحدّد ذلك بالدرجة الأولى هو الاستعداد النفسي للطفل وللأم بالدرجة الثانية. حيث هناك أمهات يشعرون بالقلق والتوتر للانفصال عن طفلهم حتى وإن كان في الغرفة المجاورة.

ولأن هناك العديد من الأسئلة حول هذا وحول استقلالية الطفل وإعداده للنوم بمفرده في غرفته الخاصة، فلا بدّ لنا أن نُفسّر الأمور التي تمنع الطفل من قبول فكرة النوم وحده والعمل على معالجة ذلك وتجهيز الطفل نفسيًا لذلك الانفصال. من أهم تلك الأمور:

1.الخوف: قد تظهر أعراض الخوف على الطفل لمجرد أن تطلب منه أمه الذهاب إلى غرفته للنوم، لذلك على الأم أن تحتوي الطفل وتستمع إليه لتعرف ما الذي يُخيفه. إن كان لديه سبب معين، فعلى الأم محاولة معالجة الأمر لتثبت له أنه لا داعي للخوف. أما إن لم يكن هناك سبب مباشر للطفل، فلا بد أنه يرفض فكرة الانفصال، فعلى الأم تعويد الطفل بشكل تدريجي على قضاء الوقت معه قبل النوم في غرفته للتحدّث معه أو القراءة له، وأن تقلّل تلك المدّة بشكل تدريجي حتى يعتاد على الأمر.

2.الغيرة: للغيرة عدّة أسباب، فقد تكون الغيرة من الأب حيث لا يريد الطفل أن تقضي أمّه وقتًا مع غيره حتى لو كان والده، أو قد تكون الغيرة من طفل جديد حيث يشعر الطفل الأكبر بأن أمه تخلّت عنه لتهتم بالطفل الجديد، خصوصًا وهو يرى مدى الاهتمام والرعاية التي تقدّمها الأم للطفل الجديد على مدار اليوم. هنا يرفض الطفل فكرة الذهاب إلى غرفته والنوم وحده، وقد يستخدم أسلوب الصراخ أو البكاء بصوت عالٍ تعبيرًا منه عن الرفض.

3.القلق: هذا النوع من القلق يصيب في العادة الأطفال الأكبر، مثل الأطفال في عمر الروضة أو أول سنتين في المدرسة. حيث يشعر الطفل بالقلق من الذهاب إلى المدرسة ويخاف من الانفصال عن أمه. فحتى لو كان سعيدًا في المدرسة بين أصدقائه، إلا أنه عندما يفكّر بالانفصال في الصباح عن والدته يشعر بالقلق ليلًا وبالتالي يرفض النوم في غرفته الخاصة. أفضل ما في هذه المرحلة العمرية هو تواجد الأم بقربه وتوضيحها له أن كل ذلك طبيعي، وفي النهاية سيعود إلى المنزل ليرى والدته بانتظاره كالمعتاد.

4.أسلوب الأهل: للأسف فإن العديد من الأهل يتصرّفون تصرّفات خاطئة في هذا الأمر، فكونهم يشعرون أنهم جاهزون لهذه الخطوة فهم يعتقدون أن الطفل جاهز أيضًا فلا يمهّدون له بخصوص النقل والانفصال. هذا يسبّب الذعر للطفل، ويشعر بأن والديه لا يريدانه معهم، فبالتالي يستخدم كل وسائل الرفض ليوضّح لأهله رفضه للفكرة. هنا تكون المشكلة أكبر، لأن عليهم إقناع الطفل بأنهم لا يقصدون رفضه ومن ثم مساعدته للتعوّد على غرفته الجديدة. فالأسلوب المفاجئ لا يفيد بل يعيق الانتقال بشكل صحي وسليم.

أما بالنسبة لخطوات تدريب الطفل وتجهيزه للنوم بمفرده في غرفة مستقلة وبكل سهولة تكمن من خلال الطرق التالية:

1.التحضير النفسي: وذلك عن طريق التحدّث إلى الطفل وبشكل يومي عن أهمية النوم في غرفته وأنه سيصبح شخصًا شجاعًا ومستقلًا، وأن تلك الغرفة تحتوي على كل شيء يخصّه. وكذلك أنه قريب من غرفة والديه ويستطيع الذهاب إليهم في وقت الحاجة. وهنا قد يقوم الطفل بطرح العديد من الأسئلة محاولًا أن يتفهّم الأسباب التي جعلت والديه يقرّروا الانفصال عنه، وعلى الأهل احتواء الموقف وحضن الطفل وإخباره بأنه كلما نكبر فنحن لنا مكان خاص بنا وبأغراضنا.

2.تحبيب الطفل بغرفته: ولأن للعامل النفسي دور أساسي، فمن الأفضل أن نحاول أن نحبّب الطفل بغرفته الجديدة، ونجعله يختار لونها وطريقة وضع الألعاب فيها وتنسيقها، ونساعده لقضاء الوقت فيها أثناء النهار وليس فقط للنوم. كما وعلينا أن نتركه لفترة في غرفته أثناء النهار حتى يشعر أنه لا مشكلة في وجوده فيها وحده في النهار أو حتى في الليل. هذا بالإضافة إلى التقاط صور للطفل في غرفته حتى يرى ما يراه الآخرون، وقد يعجبه شكله وهو يلعب فيها ويرتّبها، فيتشجّع على البقاء فيها في النهار وفي الليل أيضًا.

3.التعامل بهدوء: على الأهل أن يبقوا هادئين في أي خطوة جديدة يتخذونها مع الأبناء، وأن يتقبّلوا ردود فعلهم فالطفل قد لا يتقبّل التغيير بنفس السرعة التي يتقبّلها الأهل. على الأهل كذلك تجنّب العصبية لأن ذلك يزيد من توتر الطفل ويجعله يشعر أنه مجبر على قبول الوضع خوفًا من الأهل. هنا ستبدأ مشكلة أكبر نتيجة الخوف وهي التبول اللاإرادي ليلًا عند الانفصال عن الوالدين وخاصة الأم.

4.مرافقة الطفل: لا مانع من أن ترافق الأم طفلها إلى الفراش لتبقى معه بعض الوقت وتحكي له قصصًا يفضّلها، وعندما ينام الطفل تستطيع أن تتركه بسلام بعد أن تمكّنت من نزع مخاوف النوم منه. كما ويمكن ترك ضوء خفيف في الغرفة إن كان الطفل يخاف من الظلام.

اقرأ ايضاً: كيف نتعامل مع مشكلة ضرب الطفل لأمه

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

نريد السلام فلنبدأ مع أطفالنا

نريد السلام، فلنبدأ مع أطفالنا

الكلية: أهميتها ووظائفها

الكلية: أهميتها ووظائفها