نريد السلام، فلنبدأ مع أطفالنا

عندما نتحدّث عن السلام في العالم والفرص المتكافئة والقضاء على الجوع والفقر في العالم، قد نعتقد أنها أمور غير ممكنة أو إنها أحلام مستحيلة بعيدة المنال. ولكننا كأهل لنا اعتقاد مختلف، فنحن بين أيدينا أطفال هم رجال المستقبل، منهم يبدأ التغيير، ومنهم يمكن أن تتحقّق الأحلام الصعبة. فماذا نفعل وكيف نربّي أبناءنا من أجل عالم يعمّه السلام؟ فكل عمل صغير الآن يمكن أن يتحوّل لعمل عظيم في المستقبل، فالأمور الصغيرة تحدِث فرقًا. وكما يُقال فإن تعليم الأطفال السلام هو دور التعليم أما دور السياسة فهي أن تبقينا بعيدين عن الحرب. فما نحتاج أن نعلّمه لأطفالنا هو السلام في العالم، والسلام في المجتمع أو البيئة المحيطة بنا، والسلام الداخلي في نفوسنا. في هذه المقالة نقدّم بعض الأفكار:

ولشرح مفهوم السلام للأطفال لا بد من استخدام أمثلة من حياتهم، ومن الأمثلة على السلام:

اللعب مع الأصدقاء والانسجام أثناء ذلك، النوم بهدوء، قضاء وقت مع العائلة والفرح معًا، التعرّف على صديق جديد في المدرسة وبناء صداقة معه، مشاركة اللعب مع أطفال آخرين. فالسلام هو حالة من الهدوء والسكون، وعدم وجود خناق أو خلاف أو مشاكل، وعندما تشعر بالحرية والفرح والأمان.

ومن الأمثلة على غياب السلام:

تنمر أحد الزملاء على زميل آخر، صراخ الأطفال بصوت عالٍ وخناقهم معًا، الشجار بين الأخوة في البيت، الشعور بالخوف أثناء التسوق أو اللعب في الحديثة، القلق بخصوص أمر ما، الأحلام المزعجة والكوابيس أثناء النوم.

• ولترسيخ مفهوم السلام يمكن أن نطلب من الأطفال أن يعبّروا عن السلام من خلال رسمة يرسمونها، ومن ثم مناقشتها معهم بحيث يشرحوا ما يعنيه السلام بالنسبة لهم.
• عمل أنشطة فيها يفكّر الأطفال بالسلام، مثلاً يكتبوا أمنيتي للسلام هي…… أو مثلاً التعبير من خلال الرسم أو الكتابة أو تسجيل صوتي أو فيديو لمن هو الشخص الذي يتسّم بالسلام.
• إظهار الاهتمام بالعالم والبيئة المحيطة بنا من خلال أنشطة بسيطة ومنها الزراعة أو المحافظة على المياه أو تقليل هدر الطاقة أو تقليل النفايات.
• إظهار الامتنان والشكر للنعم التي لنا أو الأمور الممنوحة لنا، فشعور الامتنان يخلق سلامًا داخليًا. يمكن تطوير أنشطة تتضمّن كتابة رسائل شكر أو كتابة الأمور التي نشعر بالامتنان من أجلها في مذكرات يومية. وعمل أوقات من الهدوء والصمت والتنفس العميق والاسترخاء لبناء نوع من الهدوء والسكينة.
• مناقشة مع الأطفال عن الأمور التي يمكنهم عملها لزرع السلام في محيطهم، ومن أهم هذه الأمور تطوير مهارة أن نضع أنفسنا مكان الآخرين والشعور والتعاطف معهم. وتشجيعهم على أن يكونوا صانعي سلام. فكلما ازدادت أعداد الأشخاص صانعي السلام في العالم فيمكن أن يقترب العالم أكثر من تحقيق السلام.

فما نعلّمه للأطفال في عمر صغير سيؤثر عليهم في المستقبل، والتغيير الذي نصنعه في هذا الجيل سيصنع الفرق في العالم.

اقرأ أيضاً: كيف أزرع في أبنائي احتضان التنوّع والاختلاف؟