حالة غريبة من الكسل يعيشها طفلي، فهو دائم الجلوس على الكنبة أمام التلفاز لمشاهدة البرامج التي يحبّها، وكثيراً ما تراه متعبًا وغير قادر على الحركة النشيطة والسريعة، ولا يرغب بترتيب غرفته وأغراضه، وعندما يعود من المدرسة يطلب مني مساعدته في حل واجباته وإنجاز مهامه.
في البداية وعندما كان صغيرًا بالسن تركته يعمل ما يحلو له، وكنت أقدم له المساعدة دومًا -تحت شعار حبي له- وظنًا مني أنه لا يزال صغيرًا وغير قادر على القيام ببعض المهام….. لكن مع مرور الوقت، وجدت أنه أصبح يتكّل عليّ دومًا حتى في أصغر الأمور، ويبدي الكسل وعدم الحماس لأي عمل، كما أنه لا يهتم بشأن النتائج…
وحتى لا يصبح الكسل واللامبالاة منهجًا لحياته، حاولت العمل معه لمساعدته والتخلّص من هذا الوضع.
وعلاج هذه الحالة لا يكون إلا من خلال مشاركة طفلي في الأنشطة المختلفة، لإبراز الجوانب الإيجابية في شخصيته وبالتالي إعطاؤه الثقة بنفسه، مساعدته على تنظيم يومه بطريقة ليصبح شخصاً آخر… بمعنى شخصًا نشيطًا ناجحًا بكل ما يقوم به، وواثقًا بنفسه وقدراته….
واتفقت معه على القيام ببعض النشاطات اليومية التي يحبها (كالعزف على آلة يحبها، لعب كرة القدم أو السباحة)، وبعض المهام المنزلية التي تناسب قدرته (كشراء أغراض للمنزل والتعامل مع النقود، فالمال يعلم الطفل المسؤولية). وفي بعض الأحيان أطلب منه القيام ببعض المهام التي تُشعره بأنه مسؤول عني (كان يذكّرني بموعد لي، أو يقوم بعمل بسيط نيابة عني…)، وأطلب منه أيضًا أن يكون مسؤولاً عن الاهتمام بإخوته في بعض الجوانب.
ومن الأمور التي وجدت صعوبة في قبولها والالتزام بها هي إعطائه مساحة خاصة به عند القيام بأي عمل -حتى لو اخطأ- ليستفيد من أخطائه، وتركه يتحمّل مسؤولية إهماله وتأخيره عن أداء واجباته.
نتعامل مع أطفالنا بدافع كبير من محبتنا لهم، وتجدنا نتحمّل مسؤولية إنجاز واجباتهم اليومية وكأنها واجباتنا، ونعلّمهم الكسل تحت شعار الحب… ودون أن نعلم، نعلّمهم الإهمال واللامبالاة، لكن هذا تدليل مفسد وليس حبًا بناء.
اقرأ ايضاً: كيف أبعد طفلي عن الأجهزة الإلكترونية
GIPHY App Key not set. Please check settings