طفلي… هل يكذب أم يتخيّل؟ تشتكي معظم الأمهات من طريقة كلام ولعب أطفالهن، ويتحيّرن فيما إذا كان الطفل يكذب في هذه المواقف أم هو واقع يتخيّله ويعيشه….. فقد أخبرتني صديقتي مرة عن طفلتها التي تبلغ السابعة من عمرها، وتقول: “أن ابنتها تروي أحاديث لا تمت للواقع بصلة وتؤلف قصصاً وتخترع أفكاراً من خيالها، وما إن تعود من المدرسة حتى تبدأ باختلاق القصص والأخبار (كلها من صنعها وتسردها وكأنها حقيقية واقعة)، حتى مع الضيوف تقدّم حكايات ملفتة وخيالية لم تحصل أبدًا…. هذا الأمر الذي يضعنا دوماً في مواقف حرجة”.

بينما تتحدّث أخرى عن خصوبة الخيال ونشاطه لدى ابنها عندما أخبرها مرّة عن قطة لها قرون وهي تحاول اللحاق به لكنه استطاع أن يركض ويهرب منها.

وعند استشارة أخصائي في هذا الموضوع أخبرهم أن خيال بعض الأطفال واسع جداً، وعندما يتكلم الطفل عن موضوع ما فهو يسمح لخياله أن يتصدّر جميع المواقف، ويمكن أن يتحدّث عن أمور لا تحدث، فهوعندما يعجب بالشخصيات الكرتونية التي يشاهدها، يتخيل نفسه في مواقفها أو صفاتها أو أنه يشبهها (فتراه يريد أن يطير مثل سوبرمان مثلاً).

وأن حديث الطفلة مجرّد من أي غرض، فهي لا تزعج أحدًا ولا تسبّب مشاكل، وهذه الأحاديث التي تقولها تنبع من عالمها الخاص لأنها تتميز بالخيال الخصب فهي بذلك تقوم بالأمور التي تجد نفسها ضعيفة فيها في الواقع ولا تستطيع القيام بها نتيجة صغر سنها.

وعندما يختلق الطفل قصصًا خيالية أو يبالغ في سرد تفاصيل شيء ما فهو على الأغلب يعبّر عما يتمنى حدوثه،  لذلك من الخطأ تأنيبه أو توبيخه أو تضخيم الأمور وإعطائها أهمية وحجماً كبيراً أو معاقبته ونعته بالكاذب، بينما يجب توعيته ليميّز بين الحقيقة والخيال.

في كثير من الحالات يكون السبب وراء الأشياء التي يتخيّلها الأطفال هو الفضول وحب الاستطلاع وتجريب العديد من المواقف والأشياء التي لا يتمكّن الأطفال من القيام بها في الواقع.

فالطفل الذي يتمتع بالخيال الواسع واللعب التخيلي يصبح لديه درجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية، والقدرة على التوافق الاجتماعي مع من حوله، كما انه أكّد على أن بعض أنواع العلماء في التاريخ اشتهروا بتخيّل ابتكاراتهم قبل تنفيذها بوقت طويل، مثل اسحق نيوتن وألبرت اينشتاين. الخيال هو أحد أهم الأدوات في مسار الإبداع، ومن الأفضل تنمية هذه المهارة عند الطفل، حتى عندما يقترحون أفكاراً قد تبدو تافهة أو غير عملية يمكننا متابعة أفكارهم وتنميتها (طبعاً ضمن الإمكانيات والحدود).

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

كيف نحمي أبناؤنا من خلال تقنية الرموز السرية؟

كيف نحمي أبناءنا من خلال تقنية الرموز السرية؟

لماذا أقرأ لطفلي؟ 5 فوائد للقراءة للأطفال

لماذا أقرأ لطفلي؟ 5 فوائد للقراءة للأطفال