أتذكّر دائمًا بعض التصرّفات التي قمت بها نحو أطفالي، عندما كانوا صغار السن، فربما وجّهت لهم بعض الكلام الجارح، أو عاقبتهم بشدة على تصرف معين، أو انتقدت تصرفاتهم، أو… شعور يزعجني كثيرًا، خاصة عندما كبروا وأصبح لهم عالمهم الخاص من أصدقاء ونشاطات ومدارس وجامعات …. أشعر للحظة أني فقدت علاقتي بهم، وأن هناك ما يفصلني عنهم. وأتساءل… هل فات الأوان؟ هل انقطعت علاقتي بهم؟ هل انتهت مهمتي، وهم الآن لا يحتاجون لوجودي بجانبهم؟ هل أنا قادرة على بناء علاقة معهم من جديد؟

بدأت أبحث وأقرأ كل ما يخصّ هذا الموضوع، واستشرت بعض الاختصاصيين، فوجدت أنني قادرة على إقامة علاقة جديدة معهم، حتى وإن اخطأت ببعض المواقف قديماً، حتى ولو أصبحوا في عمر متقدم…. لذا قرّرت أن أقوم بتغيير شامل اتجاههم، وأن أعبّر لهم عن عمق محبتي، وأعيد بناء علاقة معهم من جديد.

 أولاّ اعتذرت على تصرفاتي معهم، وعلى معاملتي لهم بطريقة قاسية. كان للاعتذار قوة كبيرة ساعدتني على محو هذه الأخطاء وبدء علاقة جديدة. كما وأخبرتهم أن هذا ما كنت أعرفه، وهذا ما تعلّمته من والديّ والمجتمع. وعندما تصرّفت معهم بطريقة سلبية أو قلت لهم كلامًا جارحًا، هذا كله كان نتيجة جهلي ببعض الأمور، وليس عن عدم محبتي لهم.

كل ما أعرفه أنني حاولت أن أعمل بكل طاقتي لأكون صديقتهم، وأن يشعروا بأني أحبهم. قمت بتطبيق المثل الشعبي “إن كبر ابنك آخيه”، فعندما نعامل اطفالنا كأخوة لنا هذا يجعل العلاقة بيننا علاقة متينة وقوية، وتكون علاقة تفاهم وترابط وتقارب وتعاطف وتآزر، كل يثق بالآخر ويفشي له سره ويقدّر مشاعره.

جميعنا نرتكب أخطاء مع أطفالنا وربما نقول أو نعمل شيئًا مؤلمًا لهم في لحظة غضب، ثم نأسف عليه فورًا، لكن الطفل يعرف ويشعر بمحبة أهله وحنانهم، وما علينا هو استدراك ما حصل ومحاولة بناء علاقة جديدة معهم.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

3 خطوات فيها نساعد أبنائنا على التفوّق

3 خطوات فيها نساعد أبنائنا على التفوّق

أسباب البكاء عند الأطفال

أسباب البكاء عند الأطفال