واحد من أكثر الدروس القيّمة التي تعلّمتها كمراهِقة هو أن ممارسة التعاطف أمر صعب. إنه يؤلم. بطريقة ما تكون اللامبالاة أسهل بكثير من التعاطف. فبالرغم من قدرتنا الإنسانية الأساسية لإبداء التعاطف إلا أن من الأسهل بكثير أن ندرّب أنفسنا على كبت ذلك بدلاً من تقبّل صعوبة قبول التعاطف. الحقيقة حول التعاطف هي أنها تجبرك على أن تكون صانع سلام. لا يمكنك أن تفهم أو تشعر بالأفراد على طرفي الجدال بدون العوامل المساهمة في صنع السلام. ومثلما سيعرف أي شخص شعر يوماً بأن له الحق في الجدال بأن صانعي السلام ليسوا المفضَّلين عند الجميع معظم الأحيان. من الصعب أن تكون الشخص الذي في الوسط.

حقيقة أخرى حول التعاطف هي أنها تجعل الكثير من القرارات صعبة. عندما ترى الناس كبشر، عندما تضع نفسك في مكانهم حرفياً، تصبح الاختيارات التي كنت تأخذها بدون التفكير بها الآن مزعجة. إذ تفكّر في كل العواقب الناتجة عن كل قرار تأخذه. وتدرك أن من الأسهل بكثير أن تؤذي شخصاً عندما يُعتبر مجرّد رقم. من الأسهل بكثير أن تتواطأ في أمر مؤذٍ أو ظالم عندما يكون الشخص بعيداً بما يكفي، بعيداً عن مرآك أو ذهنك. عندما يكونون على بُعد ذراع فيصبح بالإمكان تصنيف الناس بناء على أنماط وقوالب. يمكننا قولبتهم على أساس “أشخاص ميئوس منهم”، أو “لا يمكن التفاهم معهم”، أو “ليسوا مشكلتنا”. وهكذا، مجرّدين من التعاطف، نبرّر كيفية صرف نقودنا في تمويل مؤسسات مذنبة في انتهاك أبسط حقوق الإنسان. ندير وجوهنا بعيداً عن المرأة التي تتعرّض للمضايقة في الطرف الآخر من الشارع. ونستهلك ونتخلّص من الكثير من المنتجات والخدمات، مسببّين الأذى ومدمّرين كوكبنا في تلك الأثناء. لكن مع التعاطف، يتوجب علينا مواجهة هذه الحقائق. علينا أن نفهم ونرتقي إلى تلك الأساليب التي تؤثر فيها اختياراتنا على الآخرين أو تؤذيهم. وعلينا أن نتحمّل مسؤولية أن نكون نحن التغيير الذي نريد أن نراه في العالم.

من المهم أن نعلّم هذا الدرس لأطفالنا، وأن يتم تعليمهم بتقديم نموذج يحتذون به. الدرس الأساسي هو أن العيش بدون تعاطف يعني عيش حياة مدمّرة، في حين عيش الحياة بوجود التعاطف تعني عيش حياة خلّاقة، صعبة ولكن مُشبعة، حياة صادقة وصحية.

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

مخاطر التخلّص من الحفاظ مبكرًا عند الأطفال

مخاطر التخلّص من الحفاظ مبكرًا عند الأطفال

افرحوا لأن طفلكم عنيد وعبثي

افرحوا لأن طفلكم عنيد وعبثي