وهكذا، ها نحن، نوعاً ما، في نهاية الشهر الثاني من العام 2017، وفي هذا الوقت تبدأ قرارات بداية السنة بالفشل. نمضي أسبوعاً دون ممارسة الرياضة، وأكل الكثير من الشوكولا، والقضاء الكثير من الساعات على الانترنت، وتذهب للنوم بعد الساعة الثانية صباحاً .. وتبدو بعض الأمور التي تعهدت بالبدء فيها أو التوقف عنها أو معاودة الالتزام بها أو حتى جميعها بالفشل.
لكن، ربما نقوم بالأمر بشكل خاطئ. ربما وضع معايير عالية للتغيير أو التحسين بحيث لا يمكن تحقيقها ليس بالأمر المحفّز. أو ربما نركز على الأمور الخاطئة. الآن، دعوني أوضح هذا: غالبية قرارات بداية السنة تتم بأفضل النوايا لتحسين أنفسنا جسدياً وعاطفياً ومالياً وفي العلاقات. لكن ربما يكون الآن هو الوقت لاستبدال لوائح القرارات بلوائح الأولويات. بدلاً من نزع جذور أسلوب حياتنا ومحاولة إعادة تشكيلها بيأس نحو شيء كامل دعونا نجرب إعادة ترتيب أولوياتنا بحيث نجد توازناً أكثر واقعية وصحة وفائدة.
على سبيل المثال، قررت هذا العام التركيز أكثر على صحتي الشخصية. كان العام الماضي ذاخراً بالتغييرات والعمل الجاد والسعي لتحقيق توقعاتي. اما هذا العام فأريد أن أحافظ على مستوى تكريسي لدراستي وعملي وحياتي العائلية دون التضحية بصحتي الجسدية والعاطفية أو الذهنية. القليل يتغير باستثناء عقليتي. لن أضع نفسي تحت الشعور بالذنب بسبب التأخر في النوم خلال نهاية الأسبوع أو لإمضاء أمسية في الاختلاط الاجتماعي. ولن أسمح لذهني بالوقوع في الحيرة بسبب القلق. ناحية أخرى في حياتي سأرفع موقعها في قائمة أولوياتي وهي حياتي الروحية. سأعمل جاهدة في كل يوم لتسليم كل شيء إلى الله، طارحةً كل قلق عليه لأحيا بطريقة تجلب السرور له وبالتالي تمجده. من جانب آخر، أحاول التقليل من الإلهاءات أو الأمو ر التي تسبب الأذى لحياتي مثل قضاء الكثير من الوقت على وسائط الإعلام الاجتماعي.
الفكرة هنا ليست في أنني أحضّر لائحة بالأمور التي أريد تحقيقها بحيث أقدمها للعالم في كانون الثاني من عام 2018 قائلة “انظروا ما الذي حققته!” وإنما سأقوم بتحسين حياتي الواقعية بحسب تلك التي يريدها الله (وقصدها) لي فأقول “حسناً، كيف سأقترب أكثر من حياتي المقصودة بشكل واقعي وبنعمة الله؟” هذا ينتج من قضاء الوقت بعيداً عن الشاشات والتركيز على الكتاب المقدس. للأسف، عليّ الاعتراف بأنني قصّرت في هذه الناحية، لكن الله صالح، ولذا أصلي أن يبارك هذا العام مقدماً من أجلنا جميعاً بحيث نسعى “بما يليق بالدعوة التي دُعينا إليها” (أفسس 4: 1).
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings