في إحدى التدريبات التي كنت أحضرها ضمن مجال عملي عن العلاقات كانت عن “التربية” “Parenting”، وكانت إحدى الواجبات المنزلية التي علينا عملها كمتدرّبين هي طرح هذا السؤال على أبنائنا، والطلب منهم كتابة الإجابات عنه: كيف يراني أبنائي؟ وماذا يحبون فيَ؟ وبماذا يريدوني أن أتغيّر؟
للبعض لم يكن من السهل إعطاء هذا الواجب لأبنائهم، ولكن كان علينا الالتزام كجزء من الوعي والتغير .
أعطيت أبنائي هذا التمرين وطلبت منهم الصدق والصراحة بالإجابة عليه، ولا أخفي عليكم شعوري بالتوتر والحماس بنفس الوقت وأنا أنتظر الردّ.
عندما بدأت بقراءة الإجابات فرحت كثيرًا وأغرورقت عيناي لما قرأته من مشاعر صادقة، وعبارات حقيقية، وملاحظات دقيقة وُصفت عني، وأمور لم انتبه لمدى أهميتها بالنسبة لهم. فتحت عيني على بعض الملاحظات والتصرّفات التي أحبّوا أن أغيّرها في نفسي وفي التعامل معهم، والتي لم أكن أدرك أنها تؤثر عليهم وعلى توجّهاتهم في الحياة.
هذا جعلني أقف أمام نفسي وأتأمّل كلماتهم الصادقة وأفكّر بدورنا كوالدين بما نزرع وما نبني في شخصياتهم، فكانت لحظات كبيرة من الوعي بالنسبة لي.
زاد وعيي وأدركت أمورًا جديدة عندما طُرح علينا سؤال (كمتدرّبين) للنقاش والحوار عن ما هي مخاوفنا في التربية وما هو الأثر الذي سنتركه على أبنائنا؟؟ فهذه كانت بعض الأجوبة من المشاركين!
“لم يكن عندي ثقة بأهلي، (لم يسمعني أحد) كنت أعيش في عالمي وحدي، لا أريد أبنائي أن يكونوا في هذه الوحدة.”
“خوفي من الفشل في الدراسة (لإرضاء أهلي)، لأني لم أنجح لعدّة مرات جعلني شديدة جدًا على أبنائي في موضوع الدراسة.”
“الخوف من الامتحان، لدرجة انني أصبحت أجبر أبنائي على الدراسة أكثر وأكثر فولّدت عندهم زهق وملل من الدراسة، مما جعلهم في وقت الجد في الامتحانات لا يستطيعوا أن يدرسوا كفاية ويتهربوا.”
“خوفي على أبنائي من الانتقاد من الآخرين لأني كنت منتقَدة كثيرًا في طفولتي جعلني اليوم وعن غير انتباه أنتقد كثيرًا.”
“عشت طفولة مليئة بالتوقعات العالية على كل ما أعمل، مما جعلني لا أتقبّل الخطأ من أبنائي، وأشعر أن عليهم العمل أكثر وأكثر لتحقيق التفوق… غير مدركة قدراتهم المختلفة وطبيعتهم التي ولدوا فيها.”
” كان ْ الحب دائمًا مقرونًا بالأداء، فكنت لا أشعر بحقيقة هذا الحب، وأشعر أنني غير مقبولة.”
“دائمًا أحرص على الانتباه لمقدرات أبنائي.”
الكثير منا كآباء وأمهات وبدافع الحب والعطاء نسعى للكمال والمثالية بطريقة التربية، وفي الحقيقة لقد نقلنا ما عشناه ونشأنا عليه بشكل كبير في تربيتنا وتعاملنا مع أبنائنا مما جعل له الأثر الكبير في التوجّهات الفكرية والنفسية والعلاقاتية في حياتهم ، فإما أن يجعل منهم أشخاصًا ينمون بصحة نفسية أو إنهم يعانون من توجهات وأفكارغير صحية وسلوكيات سلبية .
سؤالي اليوم!! لي ولكل أب وأم يتمتعون بنعمة التربية: ماذا أريد أن أغرس في حياة أبنائي؟؟ وبماذا أريد أن يتذكّرونني في المستقبل؟؟؟
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings