في كل عام وعند اقتراب موسم عيد الميلاد تنتابني مشاعر مختلطة بين الفرح والغبطة، والحزن والقنوط. ولمرّات كثيرة توقفت عندها وبدأت أفكّر لماذا هذه المشاعر ولماذا الآن!!!!

بالنسبة لي كان وما يزال عيد الميلاد من أحبّ المناسبات على قلبي…. فتذكّرت عندما كنا صغارًا ونسعد لأبسط الأمور، كنا نجتمع حول “صوبة الغاز” نستدفىء ونحن نستمع لقصص الميلاد من جدّتي التي كانت تسكن معنا، نشوي الكستناء والبطاطا الحلوة ونحن نضحك بفرح مع بعض المشاغبات من هنا وهناك منتظرين حبات الكستناء.

أما تحضيرات العيد فكانت مميّزة، ابتداءَ من وضع شجرة عيد الميلاد، وبرغم بساطة الأغراض التي عليها ورغم عمرها الطويل (من عمر أختي الكبرى)، إلا أنها كانت بنظري من أجمل الأشجار، أتذكّر إنني كنت أقضي ليالي بقرب “الشجرة” أتامل ألوان الإضاءة المختلفة إلى أن أصحو على يدي أمي تنقلني إلى سريري. ولا أنسى أبداً رائحة البسكويت المقطّع على أشكال رموز الميلاد (النجمة والشجرة والملاك) والتي اشتهرت أمي وجدتي بعمله من برش البرتقال وجوز الهند، وكم كنت أحبّ رائحة مشروب القرفة والزنجبيل الموجودة على المدفأة.

كان كل شيء له طعم ورائحة ولكل غرض معنى كبير، رغم صعوبة العيش وضيق الحال. كنّا ننتظر يوم العيد ونحن نتلهف للعيدية (10 قروش) من جدّي والأعمام، فكنا نراها ثروة عظيمة.

والأهم من كل هذا لمة العيلة بالمحبة والضحكات الصادقة دون تكلّف وبروتوكولات، فكانت فرحة العيد بالقلوب المحُبّة الرقيقة والعلاقات الأصيلة القريبة، بعفوية الطباع وصدق المشاعر ولمّةّ الأحباب حول شجرة الميلاد.

اسأل نفسي الآن وفي كل مرة يقترب فيها عيد الميلاد منذ أن أنجبت طفلتي الأولى وعملت فيها أول شجرة ميلاد ما هي الذكريات التي أريد تركها في عيد الميلاد؟؟ وما هو الإرث الحقيقي الذي سيبقى لأبنائي وأحفادي في ليالي الميلاد؟؟ وعندما تنطفىء الأضواء، وعندما نتقدّم في العمر وتظهر حقيقة فنائنا، وحدها فقط اللحظات المميّزة والعلاقات الأصيلة القريبة والدافئة….. ستبقى لتزيّن ليالي الميلاد.   

 

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

خمس أفكار لهدايا عيد الميلاد المجيد للمراهقين

قلق الإمتحان