The original English text is under the Arabic translation

بابا، هل تساعدني إذا تعبت؟!

في الصيف الماضي، كنا نسبح في بحيرة جميلة في قلب الجبال؛ كان المشهد خلاباً وغامراً. كسبّاح المسافات الطويلة، أنا معتادٌ على السباحة في المياه المفتوحة، أمّا بالنسبة لأطفالي، فتلك التجربة كانت الأولى من نوعها، وبصراحة، مخيفة جداًّ. يمكنكم أن تتخيلوا الأسئلة: ” بابا، هل يوجد أسماك حقيقية تسبح في هذه البحيرة؟ ماذا لو عضّني السمك؟”

 

عميق وقاتم

كان في منتصف البحيرة هضبة صغيرة يمكن للأطفال أن يمشوا نحوها من الشاطئ، وكانت المياه هناك لا تتجاوز ارتفاع الخاصرة.

لكن حول المنصّة كانت مياه البحيرة عميقة جداًّ وقاتمة. كنت أسبح في أعمق بقعة في البحيرة عندما نادت ابنتي:

” بابا، أيمكنني أن آتي إليك؟”

” طبعاً يمكنك يا حلوتي”

” بابا، هل سوف تحميني من السمك؟”

” أكيد يا حبيبتي، ماعليك إلّا أن تقفزي عن المنصة وتسبحي تجاهي”

 ” بابا، هل ستساعدني إذا تعبت؟”

” ماذا تظنين؟”

هي تجرؤ

بدون أي سؤال آخر، قفزت في المياه، وبدأت تسبح تجاهي وعيناها مثبتة نحوي. كان عليها أن تقطع عشرة أمتار، وكل تلك المسافة كانت عيناها مسمَّرة في عيناي. بدون شك. ابنة السبع سنوات كانت مقتنعة بأن بابا سيساعدها ويحميها في وسط هذه البحيرة. تجرَّأَت لأنَّ أباها كان هناك.

الأماكن العميقة في الحياة

أحياناً كثيرة يعلمني أطفالي الكثير عن علاقتي مع الله، أبي. أذكر مشهد يسوع وهو يدعو بطرس إلى خارج السفينة. أفكر كم أملك من الإيمان بالله عندما يطلب مني أن آتي لأسْبَحَ في الأماكن العميقة في الحياة.

ماذا تظنين؟!

ربما أكثر ما يدهشني هو حقيقة أن الله منحني الفرصة لأن أمثل أنموذج محبته في هذه الحادثة الحياتية الحقيقية. لو فسرت لابنتي أن الله هو أبوها أيضاً وأنه يحبها كالأب، أتمنى أن تتذكر لحظات كهذه. ” يا الله…، هل ستساعدني إذا تعبت؟   ماذا تظنين يا حبيبتي…؟!”

مقالات/فيديوهات مقترحة:

التقليم

الأصدقاء

What do you think?

Written by mark

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

7 Amazing Things You Can Make With A 3D Printer

عندما خرجت الأمور عن سيطرتي