كيف يصبح الطفل “طفلًا متنمرًا”
لا يوجد طفل يولد وهو يحمل طبيعة التنمّر في حياته، بل إن العوامل الخارجية حول الطفل وطرق التعامل معه هي التي تصقل شخصيته وتجعل منه طفلاً يحبّ المساعدة أو طفلاً يعتمد على غيره أو طفلاً غاضبًا متنمّرًا يتسبّب في إيذاء غيره دون الاهتمام بمشاعرهم.
وهنا سنقوم بالتحدّث عن الطفل المتنمر وعن الأمور التي تكون حول الطفل والتي بدورها تساعد على بروز شخصية الطفل المتنمر في داخله فيتصرّف بتلك الشخصية لأنها ثبتت به. ومن أهم الأمور التي تجعل من الطفل طفلاً متنمرًا هي كالتالي:
- أول هذه الأمور وأكثرها تأثيرًا على الطفل هي الإهمال، وخصوصًا إهمال الوالدين للطفل نظرًا لانشغالهم بالأمور اليومية لتوفير الحياة الأفضل لأبنائهم. بالرغم من حجم المسؤوليات التي على عاتق الوالدين، إلا أن الطفل يحتاج للوقت الكافي من والديه ليتحدّثوا إليه ويكونوا بجانبه. فهذه وسيلة جذب لمشاعر الطفل حتى لا يشعر برغبته للبحث عن تلك المشاعر خارج نطاق الأسرة والوالدين، فعندما لا يجد الطفل ذلك الوقت من والديه فإنه يشعر بالتجاهل والغضب الذي يتحوّل تدريجيًا إلى تنمر على غيره تعبيرًا عن غضبه.
- ومن الأمور التي تساعد على نمو التنمر داخل الطفل هو شعوره بالعجز والضعف نتيجة تعرّضه للكثير من النقد والتوبيخ والعقاب، فيشعر بأنه لا يصلح لأي شيء وأنه سوف يتعرّض للتوبيخ والعقاب مهما فعل. هذا يساهم في نمو مشاعر الغضب والعجز والضعف ليخرج منه على شكل ضرب وتعنيف غيره من الأطفال. ومع الوقت يصبح طفلاً متنمرًا لا يستطيع التعبير عن مشاعره بأي طريقة إلا الضرب والعنف.
- كما أن للتقليد دورًا مهمًا في نمو شخصية المتنمر داخل الطفل خصوصًا تقليد الطفل لوالديه ولسلوكهم المتكرّر داخل البيت سواء بعضهم مع بعض أو مع الأبناء. فعندما يرى الطفل أن والده يصرخ كثيرًا فهو يريد أن يقلّده في ذلك، وإن رأى والدته تعاقب كثيرًا على أي أمر سواء كان بسيطًا أم لا، فهو يريد أن يقلّد ذلك. يرى الطفل نفسه مقلّدًا غير قادر على الالتزام مما يجعله يتصرّف بمشاعر الغضب والتي تخرج على هيئة تنمر.
- الحرمان العاطفي يجعل من الطفل طفلاً عنيفًا متنمرًا، فلا غرابة من ذلك لأن الطفل الذي لا يمتلك شعور الأمن لن يكون قادرًا على إعطائه. فالطفل يحتاج إلى العناق اليومي والذي من خلاله يحصل على مشاعر الأمن، ويتسبّب ذلك له بالحب والدفء، مما يزرع بداخله مشاعر جميلة ليتعامل بها مع غيره بكل إنسانية. لكن عندما يفتقد تلك المشاعر يصبح شخصًا آخر مختلفًا تمامًا عنيفًا ومتنمرًا.
- الدلال الزائد والإفراط في ليونة التعامل مع الطفل يجعله يشعر بأنه قادر على عمل كل ما يريد دون اهتمام لأي مشاعر أخرى، لأن الدلال الزائد يصنع طفلاً أنانيًا لا يرى إلا نفسه. كما أنه غير مجبر على مشاركة أي شيء مع غيره لأنه يمتلك حب السيطرة وامتلاك كل شيء دون اهتمام، وكل من يكون ضده في التفكير هو ضحية من ضحايا التنمّر لديه. لذلك يجب مراعاة الدلال وعدم الإفراط به بل أن يكون بكل حدود معقوله. كذلك السيطرة على الألعاب التي يلعبها الطفل سواء من خلال الأجهزة الإلكترونية أو من خلال ما يشاهده من أفلام وبرامج دون سيطرة الوالدين على ما يشاهد أو على الوقت المسموح له بذلك.
GIPHY App Key not set. Please check settings