طرق التعامل مع الطفل الوحيد في الأسرة
تختلف طرق الاهتمام والرعاية في الأسرة حسب عدد الأطفال في المنزل. فالأسرة الصغيرة لديها الوقت الأكبر لقضائه مع أبنائها، بينما الأسرة الكبيرة بالكاد تجد الوقت الكافي لمتابعة جميع الأبناء في نفس الوقت. أما الأسرة التي لديها طفل واحد تجد أن كل الاهتمام منصبّ عليه، وعلى تلبية ما يريد تعويضًا له عن وجود أخ أو أخت.
نقدّم بعض الاقتراحات والطرق السليمة للتعامل مع الطفل الوحيد، وطرق الترفيه عنه بطريقة لا تُشعِره بأي نقص لعدم وجود أخوة حوله، ومن أهم هذه الطرق:
- تشجيع الطفل للتفاعل مع الأطفال الآخرين: في حال إنجاب طفل واحد فقط في الأسرة، على الوالدين أن يهتموا بالنشاطات الجماعية، بدءًا من عمر السنتين عندما يشعر الطفل بحاجته لوجود أطفال حوله يتفاهم معهم. كما ويحتاج الطفل للوقت الكافي مع والديه من خلال القيام بالنشاطات داخل المنزل كاللعب والقراءة وبالتالي يشعر الطفل بتواجد والديه حوله. كل هذه الأمور تساعد الطفل في المستقبل على الاعتياد على التعامل مع الآخرين، وتعلّم كيفية تكوين علاقات اجتماعية، لذلك فإن التفاعل مع الآخرين هو أمر ضروري جدًا.
- تقاسم المسؤوليات مع الطفل: يكون اعتماد الطفل الوحيد على أهله في الغالب، حيث يحصل منهم على الدعم المعنوي، ويشعر بأنه لا يريد أن يفعل شيئًا وحده بسبب قيام والديه بتلك الأمور. لذلك فمن الضروري مقاسمة المسؤوليات مع الطفل في المنزل بشكل يجعل الطفل يشعر بأهميته وضرورة العمل الذي يقوم به. ومثال على ذلك الأعمال المنزلية كإعادة ترتيب الغرفه ووضع الألعاب في مكانها الخاص والمساعدة في تحضير الطعام وأي نوع من المهام التي يشعر الوالدان بقدرة طفلهما على القيام بها وتشجيعه وتعزيز العمل الذي قام به.
- عدم توقّع الكمال في الأعمال التي يقوم بها الطفل: في أغلب الأوقات يجد الطفل الوحيد نفسه مدلّلاً، حيث يقوم والداه بكل الأعمال التي يرغب بها، وبالتالي يشعر الطفل بحاجته إلى إرضاء والديه تقديرًا منه. لكن على الوالدين عدم توقّع الكمال من الطفل، فالضغط على الطفل يؤثّر عليه حيث يتصرّف بطريقة تفوق قدراته في العمل. مثلًا، إن كان الطفل يرغب بالرسم ويجد المتعة فيه، فعلى الأهل عدم توقّع الكمال في الرسم ، لكن التركيز على البهجة في العمل فهو يرغب بالرسم دون ضغوطات لا مبرّر لها، بل يحتاج الطفل أن يشعر بأن والديه فخوران به وبأعماله مهما كانت.
- قضاء الوقت الفردي مع الطفل: سواء مع والده وحده أو مع والدته وحدها، فهذا الوقت ثمين جدًا بالنسبة للطفل. يمكن في هذا الوقت استخدام كتاب التلوين والألوان سواء الألوان المائية أو القلم. يمكن شراء مجموعة من الكتب والألوان ووضعها في البيت وجعل الطفل يختار الكتاب والألوان التي يريدها ويقضي مع والديه وقتًا مسليًا.
- كذلك يمكن استخدام الكتب المصوّرة، والتي هي المفضّلة عند الطفل، وهي تحتوي على الصور الملونة. يمكن للوالدين عمل زاوية مخصّصة للكتب وشراء مجموعة من القصص الملونة ووضعها هناك لتكون زاوية مخصّصة للقراءة. يختار الطفل الكتاب ويطلب من والديه قراءته له والتحدّث عن الكتاب والنقاش حول أحداثه، فيكون الدور الأخير للطفل في القراءة حيث يقوم بسرد الأحداث وتوضيحها.
- الألعاب الرياضية: من الضروري إشراك الطفل في الألعاب الرياضية، وممارسة الرياضة في النوادي من أجل التعرّف على أطفال آخرين، وكذلك تقوية العلاقات الاجتماعية بينه وبين الأطفال الآخرين. كما إن الألعاب الرياضة تعزّز ثقة الطفل بنفسه، خصوصًا ألعاب الدفاع عن النفس والركض وركوب الدراجات.
- الزراعة: مثل زراعة النباتات والورود الصغيرة، حيث تعتبر زراعة النباتات من أكثر الأمور متعة بالنسبة للطفل. تبدأ فكرة الزراعة باصطحاب الطفل إلى المشتل وشراء الأحواض والبذور، ثم الزرع ومتابعة النباتات يوميًا ومراقبة نموّها وتقديم ما تحتاج من رعاية. قد يطلب الطفل زراعة أشجار بدلاً من النباتات، فلا مانع من ذلك إن كان هناك مساحة كافية لتلك الشجرة. ولكن من الأفضل البدء بزراعة الأعشاب مثل البقدونس والريحان، فهذه النباتات تنمو بطريقة أسرع وممتعة لا يملّ الطفل من متابعتها.
- القيام بالأعمال اليدوية: تشغل الأعمال اليدوية وقتًا كبيرًأ من حياة الطفل فهو لا يشعر بالوقت عندما يتعلّم من خلال ما يعمل بيديه. يفضّل الطفل الأعمال اليدوية الفنية كعمل الصلصال أو الأعمال الخشبية أو التطريز أو الرسم على الفخار والخشب أو أي نشاط من الخيوط. كذلك التجارب العلمية سواء التي تم أخذها في المدرسة أو يمكن استخراج بعض التجارب من الإنترنت على أن تكون سهلة التطبيق وتحتاج لمواد متوفّرة في البيت.
اقرأ أيضاً: هل أفرطت في دلال إبني؟
GIPHY App Key not set. Please check settings