in , ,

WTFWTF

تربية طفل سعيد تبدأ بأم سعيدة

تربية طفل سعيد تبدأ بأم سعيدة

مع حدث ولادة طفل جديد للأسرة وخصوصًا الطفل الأول تنهال النصائح والإرشادات على الأم من قبل الجميع، بعضهم ممن يمتلكون الخبرة في ذلك الأمر والبعض الآخر يتكلّمون فقط كلمات سمعوها من هنا وهناك. بالتالي تشعر الأم الجديدة أن التربية أمر صعب ومعقّد بل هو أمر خيالي.

إلا أن هدف الأم هو تقديم كل ما يمكنها تقديمه حتى تربي طفلها الجديد بكل حب واهتمام، وتجعله طفل سعيد بل أسعد طفل في العالم. وكي تتحقّق أمنية وهدف الطفل ذلك، لا بدّ أن يبدأ ذلك بالأم من خلال أن تكون هي سعيدة عن طريق الاهتمام بنفسها أولاً، وأن تكون سعيدة حتى تستطيع نقل تلك السعادة إلى طفلها الجديد، بينما تشعر بكل استقرار في تلك العلاقة.

كل عمل ناجح يبدأ بالتنظيم ووضع الخطة مسبقًا، وقد نحتاج لتغيير لتغيير الخطة بين الحين والآخر للحصول على نتائج أفضل في حالة عدم الوصول إلى ما نرجوه. هذا أمر طبيعي ومن السهل وضع أفكار جديدة وتجريبها حتى نصل إلى الهدف المرجو وتعم السعادة لكل الأطراف.

  • أهم هدف على الأم وضعه وهو الذي تبدأ به يومها، هو أن تختار السعادة كدليل يومها بأكمله وحتى إن واجهت بعض المصاعب كونها أمًا لأول مرة، بل عليها أن تكرّر لنفسها عبارة: أنا اخترت السعادة. إن فوضى التربية قادرة على أن تسيطر على هدوء الحياة خصوصًا مع المفاجآت التي قد تحصل بشكل يومي، مثل تغيير موعد نوم الطفل والاهتمام به ومواقف جديدة تحصل مع الطفل قد تربك الأم وتجعلها تشعر بفقدان السيطرة. إلا أن على الأم أن تكون إيجابية، وأن تتوقّع ما هو جديد حتى يعتاد الطفل على الوضع الجديد وتبدأ الأم بعدها بمعرفة الأمور بشكل أكثر وتتصرّف كما يجب.
  • من الأمور التي تجعل الأم سعيدة هي عندما تنجح في عمل ما مع طفلها، خصوصًا إن كانت تجهل ذلك الأمر تمامًا. لذلك لا مانع من سؤال واستشارة أصحاب الخبرة، والبحث على الإنترنت، وقراءة الكتب من مصادر موثوقة لإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع  ما تفكّر به، وما يساعدها على التعامل مع أي موقف تتعرّض له، وبالتالي يتحوّل القلق عندها إلى سعادة لنجاح الأمر. قد تحتاج أن تقوم بتجربة أكثر من شيء حتى تصل إلى ما تريده، ولكن ذلك يُشعِرها بالسعادة لأنها حاولت وحصلت على ما تريد.
  • على الأم أن لا تُعرّض نفسها للمجهود الكبير والاضطراب، خوفًا أن ينتهي الوقت دون إنهاء ما عليها عمله. أهم الأمور هي الاعتناء بنفسها لتكون قادرة على الاعتناء بطفلها، وتخصيص وقت للراحة وهو في أغلب الأوقات يكون وقت نوم الطفل. كذلك تناول الطعام الصحي وشرب الماء ليكون جسمها قادرًا فعّالًا في ما يعمل. إن توفّر الوقت لها أن تمارس الرياضة أو القراءة أو هواية ما حتى تشعر بنفسها اكثر وتكون لنفسها المصدر الرئيسي للسعادة.
  • بالرغم من التعب على مدى اليوم إلا أن قضاء الوقت مع الطفل هو مصدر للراحة والسعادة، فمجرد التأمل في الطفل والتحدّث إليه والاهتمام به سيصبح طفل سعيد لأنه يشعر بمحبة والدته وبوجودها كمصدر الأمان، وهذه السعادة تنتقل للأم أيضًا. هذه اللحظات لن تتكرّر مع الطفل، ففي كل يوم هناك ما هو جديد، لذا لا تدعي تلك اللحظات تفلت من يدك دون تدوينها في عقلك وقلبك، لأنها مهمة جدًا لك ولطفلك، وبالتأكيد هي مصدر سعادة كبير.
  • لا تقومي ببذل أي مجهود إضافي في حال إنك وجدت البديل، بل ابحثي عن الطرق البسيطة والسهلة التي تؤمّن كل ما يحتاجه الطفل وما تحتاجينه أنتِ. لأن قضاء وقت أطول في عمل ما يمكنك عمله في زمن أقل لا يزيد من أهميته طالما حصلتِ على النتيجة المرجوّة. فكل ما يحتاجه طفلك هو حبّك واهتمامك به ورعايته بطريقة آمنه فتصلي لما تريدينه لطفلك ولكِ.
  • يعتمد هدوء الطفل وتقبّله للتغيير على هدوئك وقبولك للواقع. فعندما يبكي الطفل وتقومي بتفقده من ناحية إطعامه أو تغيير حفاظه أو توفير الهدوء له أو غيرها وتجدين أنه لا زال يبكي، فلا داعي للارتباك والخوف والقلق والشعور بعدم القدرة على فهم الطفل، لأن ذلك ينتقل للطفل من تعبيرات وجهك وصوتك بل ابقِ هادئة واحضني طفلك لأن كل ما يريده قد يكون هو أن يشعر بأنك قريبة منه أكثر. تحدّثي إليه بهدوء لأن طفلك قادر على تمييز صوتك، وذلك يُشعره بالأمان.
  • على الأم أن تتقبّل حدود معرفتها وأن لا تخجل منها، فالتربية والأمومة ليست بالأمر السهل خصوصًا الأم للمرة الأولى، لأن هناك الكثير من القواعد والقوانين في هذا المجال ومن الطبيعي جدًا أن تخطئ الام في أحدهم وولا أن لا تقوم بما يجب. لا تلومي نفسك ولا تجعلي الذنب يسيطر عليكِ، لأنه من الطبيعي أنكِ لن تكرري ذلك الأمر طالما علمت أنه ليس مناسبًا. أعط نفسك الوقت الكافي لتتعلّمي من ذلك الخطأ المقبول، تبالغي في محاولاتك لتصلي إلى لقب الأم المثالية، لأنك مثالية فيما تعملين وتحاولين عمله، فالأم الرائعة هي الأم التي تخطئ وتتعلم من ذلك الخطأ وتصلحه بنفسها.

كل هذه الأمور مع الأيام تكون قادرة على إسعاد الأم لتكون فخورة بنفسها وبكل إنجازاتها في تلك الرحلة الجديدة من حياتها، وعندها تكون قادرة على نقل تلك السعادة لطفلها لتصبح أكثر سعادة عندما ترى طفلها سعيدًا.

اقرأ ايضاً: كيف أحصل على لقب سوبر ماما؟

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

8 علامات تدلّ على الاكتئاب عند الطفل

8 علامات تدلّ على الاكتئاب عند الطفل

التيراميسو الكلاسيكية