تتميّز مرحلة الطفولة بشكل عام بسرعة النمو في جميع الجوانب، من النمو البدني إلى الحركي والعاطفي …إلخ. ومع هذه السرعة في النمو وجمال هذه الفترة من عمر الإنسان، تظهر لدينا بعض المشاكل كجزء من هذا النمو، ومن هذه المشاكل: الغيرة من المولود الجديد ، تساؤلات الأطفال، الخوف، الكذب…إلخ.
في هذه المدوّنة سنتحدّث عن الغيرة بين الأطفال ولاسيما أنها أكثر المشاكل وضوحاً.
فالغيرة هي حالة انفعاليه طبيعية لدى الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص، لكن ذروتها تكون في سن من 3 إلى 4 سنوات. ففي هذا العمر يتصّف الطفل بالأنانية والرغبة في إشباع حاجاته بشكل مباشر وواضح. لا تظهر الغيرة كمشكلة وحدها، إنما يصحبها انفعالات أخرى كالعدوانية والغضب.
وللغيرة عدّة أسباب منها:
* الغيرة من الأقران: غالباً ما تكون نتيجة مقارنة الأهل لابنهم مع غيره من أقرانه كأقربائه وأصدقائه، فيشعر بأنه أضعف منهم. سبب الغيرة هذا حلّه بسيط، فيكفي أن نفهم نحن الأهل أن لكل طفل شخصيته ومزاياه وعيوبه فنتوقّف عن مقارنة ابنهم بغيره.
* الغيرة من الآباء: أحياناً دون أن ننتبه نحن كأهل، نتبادل الملاطفة والحب بيننا بشكل زائد بوجود أطفالنا، فتظهر لدى أطفالنا ردّة فعل عكسية تجاه ما يرونه، ويشعرون بالغيرة من أحد والديهم تجاه الآخر. هذه أيضًا علاجها سهل فما علينا سوى أن ننتبه لتصرّفاتنا- التي غالباً ما نعتبرها عفوية- أمام أطفالنا، ونحترم وجودهم وطريقة تفكيرهم .
* الغيرة من المولود الجديد : هذه أهم وأوضح أسباب الغيرة التي نعاني منها كأهل، فبمجرد أن يدخل طفل جديد إلى العائلة نلاحظ تغيرًا واضحًا على طفلنا الأكبر، فإما أن يصبح انطوائيًا هادئًا، أو بالعكس تماماً يتحوّل إلى طفل عدواني غاضب.
ففي هذا السبب من الغيرة – أقصد المولود الجديد – يعتقد الطفل بأن هناك من أخذ مكانه، وحظى باهتمام أهله، وعائلته وجاء ليقاسمه حياته، وبالأخص أحبّ شخص إلى قلبه وهي أمه، فهي لم تعد تعطيه كل وقتها كما كانت تفعل سابقاً، بل أتى من يقاسمه إياها وبهذا تبدأ الغيرة. يمكن أن يعود الطفل إلى بعض عاداته الطفولية مثل مصّ الأصابع، أو التبول، أو الشغب، ….من أجل لفت الانتباه إليه.
ومع كل هذا يمكننا تفادي هذا السبب من الغيرة بعدّة طرق:
قبل الولادة:
- تأهيب الطفل لقدوم المولود الجديد: فنتحدّث مع الطفل عن المولود القادم، بأنه سيكون رفيقاً له وأنه صغير وبحاجة لعنايته و…إلخ.
- الطلب من الطفل مساعدة الأهل في التجهيز للمولود الجديد من ثياب إلى سرير وحاجيات و…إلخ
- إحضار بعض الهدايا وإخباره أن أخيه بعثها له.
بعد الولادة:
- عدم إشعار الطفل بالذنب لغيرته لأنه لا يستطيع التغلّب عليه بشكل سريع.
- محاولة الأم عدم إرضاع المولود الجديد أمام أخيه الأكبر في الأيام الأولى ريثما يعتاد على وجوده، فتشرح له بعدها كيف يتغذّى هذا الصغير.
- إشعار الطفل أن سنّه الأكبر يعطيه امتيازات لا يمتلكها المولود الجديد، كاصطحابه في نزهه مع والده، ومشاهدة التلفاز، والسماح له بأكل حلويات يحبّها…إلخ.
- الحديث دائمًا مع الطفل كم نحن نحبّه، وكم هو مهم بالنسبة لنا.
- أن يستغل الأهل الوقت الذي ينام فيه الصغير ليجلسوا مع طفلهم الكبير ويلعبوا أو يشاهدوا صوره حين كان صغيراً.
- عدم ترك الطفل الكبير مع المولود الجديد بمفرده.
أخيرًا وكما ذكرنا أن الطفولة هي من أجمل مراحل العمر، ورغم وجود المشكلات، إلا أنها فترات وستمرّ، فليس علينا نحن كأهل سوى أن نساعد أطفالنا على تخطّيها كي لا تترك أثرًا سيئًا في نفوسهم.
اقرأ ايضاً: طفلي يغار
GIPHY App Key not set. Please check settings