أصبحنا في زمن يحتاج فيه الشخص للكثير من المعارف والمهارات ليتمكّن من تأمين حياته واحتياجاته. هذا يدفعنا كأهل إلى تزويد أطفالنا بالمعارف والخبرات، وتشجيعهم لاكتساب المزيد من المهارات، واعتبار مسألة تفوّق أبنائنا في المدرسة وإكمال تعليمهم إلى نهاية الطريق الموضوع الأهم في حياتهم، لأنها المدخل الوحيد لرقي الأفراد والأسر والشعوب. إلا أن معظمنا ينصدم من عدم رغبة طفله للدراسة، فهي مشكلة كبيرة لنا مبدئيًا لأن الرغبة بالدراسة سلوك مكتسب، وستكون مشكلة للطفل في المستقبل إذا لم يتمكن من إكتساب هذه المهارة.

 ما المقصود بضعف الرغبة في الدراسة؟

كثير من الأطفال نراهم مندفعين إلى تحصيل العلم في السنوات الأولى من دراستهم الابتدائية، لكن بعدها تبدأ عزائمهم تفتر، وتتدنّى درجاتهم في مختلف المواد الدراسية. هذا لأنهم فقدوا الطاقة التي تدفعهم لبذل جهد من أجل تعليم جيد ومثمر، فالطفل يحتاج إلى دافع كي يسعى إلى تحصيل عالٍ ويؤدي متطلبات التفوق الباهر، فهذا الدافع يجعل سعيه في سبيل نجاحه مستمرًا. اقرأ أيضاً: كيف أجعل ابني يحب الدراسة؟ 

ما سبب ضعف الرغبة بالدراسة عند الطفل؟

الرغبة بالدراسة سلوك مكتسب ومتعلَّم  كأي سلوك يمكن تشكيله وتكوينه خلال خطوات متسلسلة، ورغبة الطفل بالتفوّق الدراسي والتحصيل العلمي تُصنع صناعة من قبل الأسرة المهتمة بطفلها، فالطفل يكتسبها من أسرته ومعلميه. أما ضعف الدافع عند الأبناء للتعلّم والتفوّق هو نتيجة تقصير الأهل في توجيه أبنائهم أو بسبب أخطاء في التربية، ويكون إعراض الطفل عن تحصيل العلم هو ثمرة للبيئة المريضة والمهملة التي نشأ فيها.

كيف نعالج ضعف الرغبة في الدراسة؟

  • يمكن أن تلغي الأم بعض مواعيد زياراتها لأصدقائها وأقاربها عندما يكون لدى الطفل اختبار، أو يكون بحاجة لمتابعته في الدراسة.
  • عند فشل الطفل في أحد المواد يمكن التحدّث إليه واخباره بأن الفشل أو الرسوب هو أمر عابر علينا أن لا نقف عنده كثيرًا بل نحاول وبإصرار أكبر النجاح في المرة القادمة.
  • عدم الاكتفاء بفكرة تشجيع الطفل على الدراسة بل يجب البحث عن سبب تراجع الدراسة، فربما يكون سببًا نفسيًا (يخجل من أصدقائه أو ليس لديه ثقة كافية) أو سببًا جسديًا (بحاجة لنظارة).
  • خلق جو أسري محفّز للتعليم. يمكننا أن ندع الطفل يختار مكان دراسته، وأن نوفر له الكتب ولوازم الكتابة والقراءة، ومراعاة اختيار وقت الدراسة المناسب.
  • عدم استخدام القسوة في التعامل مع الطفل اثناء الدراسة، ومحاولة أن يكون جو الدراسة فيه شيء من المرح، وعدم اللجوء للتهديد والعقاب في حال تقصيره الدراسي.
  • تقديم الجوائز والرحلات في العطل الأسبوعية تشجيعًا له، واتباع مبدأ المكافأة الأسبوعية والشهرية.
  • والأهم من هذا كلّه هو صبرنا على أبنائنا، وصلاتنا المستمرة لهم التي تحميهم وتفتح أذهانهم وعقولهم.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

شرائح السلمون المشوي في المقلاة

شرائح السلمون المشوي في المقلاة

كعكة الموز الصحية

كعكة الموز الصحية