كان ابني يدرس، وبينما يدرس سقط الكتاب من يده وأُغلقت صفحاته، صرخ قائلاً: الكتاب مغلق، لا أعلم أين وصلت في الدراسة، هل عليّ الإعادة! ضحكنا بعدها من قلبنا، فهو يمزح! هذا الموقف جعلني أفكّر في الطريقة التي يدرس فيها طلابنا؟ هل هي الطريقة التي بها يمكنهم استرجاع المعلومات والوصول إلى التحصيل الأكاديمي المرجوّ.
في مسيرة حياة كل واحد منا الدراسية كنا نركّز على المعلومات، فالهدف هو أن نتعلّم، فالتعليم هو غايتنا المنشودة، ولكننا لم نكن على وعي بكيف نتعلّم. هكذا نجد أن الطلبة يركّزون على الدراسة من حيث الوقت والجهد، ويعلنون بقوة وبحماس أنهم درسوا وأنهم بذلوا الكثير من الجهد، ولكنهم يفاجأَون بنتائج غير مرضية، ويدبّ الغضب فيهم ملقين اللوم على المعلّمين وعلى الأسئلة وعلى أي شيء آخر يخطر ببالهم. ولكن الأمر الذي يغفل عن أذهانهم أن هناك لوم يقع على الطريقة التي بها يدرسون. هل كانوا يدرسون فقط باجتهاد أم كان يلزمهم المزيد من الذكاء والإبداع في طريقة الدراسة.
أضع أمامكم مجموعة من النصائح للدراسة، والتي تمثّل إرشادات هامة في رحلة الدراسة:
-
احذر التكويم، واعمل على توزيع المهمّات على فترات زمنية متباعدة: يدّعي بعض الطلبة أنهم يفضلون الدراسة تحت الضغط، وأنهم ينجزون أكثر عند ليلة الامتحان بالسهر الطويل. إن كان هذا ما يظنون أنه الطريقة الأمثل، فيؤسفني إعلامكم أن الدماغ والذي هو الأساس في تخزين واسترجاع المعلومات لا يرتاح بل وينهك من هذه الطريقة. فتوزيع المعلومات أو المهمات على فترات زمنية متباعدة يجعل المعلومات أثبت وأمتن، فتبقى في الذهن فترة أطول، ويسهل استرجاعها بعد فترة زمنية.
-
اختبر نفسك: القراءة والقراءة والقراءة لا تكفي وحدها فهي عملية روتينة، والدماغ يحتاج إلى جهد لاستخراج المعلومات المخزّنة فيه. لذلك لا بد من استخدام الاختبار الذاتي، فعندما تضع أسئلة وتختبر نفسك وعندما تبحث عن نماذج لأسئلة جاهزة أو عينات من الاختبارات الجاهزة، فإنك بالتالي تمرّن ذهنك على ذلك الجهد باستخراج المعلومات المخزّنة. الأمر لا بد أن يتم بعد فترة من القراءة والدراسة وليس على الفور. لذا ينصح الطلبة باختبار أنفسهم وليس فقط الدراسة وإعادة الدراسة.
-
استخدم ملاحظاتك الخاصة، وملّخصاتك، والنقاط الهامة التي ترغب بتذكّرها ولا تعتمد على التسطير أو استخدام التظليل على الكتب. فعندما تصنع مادتك الخاصة ولا تعتمد فقط على الكتاب الدراسي فإنك تحصّل معلومات ذات صلة بك، وأمتن وأقوى وأثبت.
-
استخدم الوسائل المتنوعة للدراسة، كالبطاقات والملّخصات والاختبارات. استخدم الألوان والرسومات. لا تتردد في استخدام الموسيقى. فالسهولة التي بها نحفظ بها كلمات الأغاني تؤكّد لك أن الموسيقى لها الدور الكبير في التعلّم.
- لا ترهق دماغك بالجلوس لساعات طويلة بل امنحه الأكسجين والغذاء اللازم بتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة. فالرياضة تنشط الدماغ وترفع المعنويات. اقرأ أيضا أطعمة تساعد ابننا على التركيز في الامتحان
GIPHY App Key not set. Please check settings