من العادات المفيدة التي ورثناها من أهلنا قراءة قصة أو حدوتة قبل النوم لأطفالنا، فقد كانت والدتي تقرأ لنا دائمًا قصة قبل الخلود للفراش عندما كنّا صغار السن، وعندما كبرنا وأصبحنا قادرين على القراءة استمرت معنا عادة قراءة القصص.
نقلنا هذه العادة في تعاملنا مع أطفالنا، فعندما يحين وقت النوم تنطفئ الأضواء في الغرفة ويبقى ضوء صغير خافت يسمح لي فقط بالقراءة. يعمّ الصمت الذي يُخبر بحلول وقت حدوتة قبل النوم. هذا الوقت الذي خصّصته بشكل يومي للتواصل معهم، لأني خلال النهار وبسبب انشغالاتي لا تسنح لي الفرصة للجلوس والتحدّث معهم لذلك وجدت أن هذا الوقت مهم جداً لبناء علاقتي بهم وإخبارهم بشكل غير مباشر بأني أحبّهم وأنهم من الأولويات في حياتي.
ماذا أقرأ؟
حاولت أن تكون القصة التي أقرأها لهم ذات معنى، وبذلك أعطيهم حكمة وعظة بطريقة غير مباشرة وبدون إعطاء أوامر أو نصائح، أو كنت أختار القصّة مثل “اللغز” الذي يساعدهم على التفكير “بماذا سيحدث”. هذه الطريقة التي تساعدهم على التفكير المنطقي من خلال توقّع ماذا سيحدث أو ماذا ستكون ردّة فعل الشخصيات، أو لو كنت مكان هذه الشخصية ماذا كنت ستفعل؟ وأحيانًا كنت أدمج سلوكيات الشخصيات في القصّة بمواقف حياتية واقعية، ليتعلّم الطفل من هذه الشخصيات.
كان هدفي من حدوتة قبل النوم ليس المتعة ولا مساعدة الطفل على النوم بطريقة هادئة فقط، بل كنت من خلالها أعلّمهم الكثير من القيم الأخلاقية. فقد كنت أختار بين الحين والآخر قصّة تهدف إلى غرس قيم نبيلة معيّنة كالصدق والأمانة مثلاً، وتكون بذلك فرصة لنقل المعرفة والتعلُّم و لتعليمهم دروس حياتية، كما وكنت أبتعد عن القصص التي تتضمّن أحداثًا مرعبة.
أحيانًا أختار القصص التي تحتوي على صور ملوّنة، وأطلب منهم أن يحكوا لي كيف يرون و يتخيّلون الصورة، فكانت تساعدهم على التفكير والتخيّل.
وفي بعض الحالات كانوا يطلبون مني إعادة قراءة نفس القصة لهم، فكنت أحكيها بطريقة مختلفة وأدخِل عليها بعض التعديلات في طريقة الإلقاء فتبدو وكأنهّا قصّة جديدة، فكانوا يجدون فيها شيئاً ممتعاً. قراءة القصص واحدة من أعظم الهدايا التي نقدّمها لأطفالنا. والأهم أن تصبح جزءًا من الروتين اليومي المحبّب عندهم.
مواضيع مهمة وغنية مدروسة وموجزة تقدمونها للاسرة من اجل سمو ورقي العلاقة الاسرية التي هي اللبنة الاولى لبناء المجتمع الواعي
فشكرا لاهتماماتكم ولجهودكم بارككم الله