The original English text is under the Arabic Translation
أنا ذات الاثني عشر عاماً العزيزة
مرحباً، أنتِ في الثانية عشرة. اسمعي، ربما عليكِ أن تتمهّلي! تمهلي في كل ما تعتقدين أنك تفعلينه … لأنني أعرف ما الذي يدور في رأسك. عندما تركضين بخشونة لتحسين مهاراتك في لعب الكرة وتلعبين مع أصدقائك خلال حصة الرياضة الجسدية. عندما تقضين ساعات ووجهك ملتصق بشاشة الأجهزة الالكترونية وأنت تتفحصين صور جميع مَن هم في الفيسبوك وكتاباتهم ملاحِظةً تعليقات الأصدقاء الأكبر سناً على ما كتبه رفاق صفّك متناسين ما كتبته أنت. وكيف تنظرين إلى المرآة فلا ترين فيها سوى وجهك الممتلئ والمليء بالبقع والبثور وشعرك الطفولي. وكيف بدأتِ بكره تلك النظارات التي كنتِ يوماً ما متحمسة للحصول عليها. لكنك لا تزالين تضحكين وتغنين وتسخرين من الأولاد وتقرّبين أعز أصدقائك إلى قلبك أكثر وأكثر وربما لم تعد الحياة بذلك السوء بالرغم من كل شيء. لكن انتظري! لأن الأمر سيصبح وعراً قريباً جداً وبسرعة وستشككين في كل شيء وكل شخص وسيكون هناك صراخ ودموع ومواعيد وسيكون عليك أن تتعلّمي أن تتماسكي قبل أن تطلبي المساعدة، وعندها ستتحسّن الأمور قليلاً ثم تزداد سوءاً وتصبح أسوأ، وعندها سيكون هناك تقدّم بطيء وصعب نحو العادي.
مرحباً، اسمعي، ربما عليكِ أن تسترخي قليلاً! لأنك في الثانية عشرة وتريدين المستقبل الآن. لكنك لستِ مستعدة له. تعتقدين أنك جاهزة حقاً فتستلقين أثناء الليل فيما تحلمين بشقتك الخاصة وبتزيينها وبالذهاب إلى الجامعة، تتخيلين أنك لن تستيقظي على صوت صراخ إخوتك في عطلات نهاية الأسبوع وبأنك ستحصلين على كل الشوكولا المتواجدة في البيت لنفسك. لا بأس، أنتِ تعرفين كيف تطبخين أساسيات الطعام وكيف تشغّلين الغسالة. هذا ما تسمّيه الإنترنت “بالبلوغ”، لكن ذلك خاطئ!
لأن البلوغ هو قول الوداع لوالدتك في المطار والبكاء في السيارة طوال طريق العودة للبيت. البلوغ هو الاستيقاظ لوحدك الساعة السابعة صباحاً والاستعداد في البرد وتناول حبة من الفاكهة في طريق الذهاب إلى المدرسة ومن ثم العودة إلى بيت فارغ لتناول الغداء. البلوغ هو تعلّم فعل الأشياء لنفسك حتى عندما تكونين مرهقة ولا تشعرين بالرغبة لذلك ومن ثم الاحتفال بالإنجازات. إنه شراء الهدايا للناس بمال كسبته بنفسك وبذل الجهد لتكوني اجتماعية ومحاولة التماشي مع الآخرين في صفوفك.
البلوغ هو فوضى جميلة لكن – ليس كما يخبرك العالم – إنه ليس براقاً ولا سهلاً. إنه قاسٍ ومليء بالوحدة وصاخب ويشعرك بالحرية بطريقة رائعة.
مرحباً، أنت في الثانية عشرة وهذه سنٌّ قاسية، وذلك لأنك تقضين كل وقتك وأنت ترغبين بأن تكوني أكبر. أرجوكِ لا تفعلي ذلك. استمتعي بفترة الصباح عندما يقضي والديك ساعة في محاولة إيقاظك، واستمتعي بالجلوس مع العائلة أثناء العشاء ولعب الألعاب اللوحية، واستمتعي بالحرية للعب وإحداث الفوضى، واستمتعي بعدم تسميتك بـ”مراهقة”، واستمتعي بمعانقة أخيك الأصغر، واستمتعي بإجازات نهاية الأسبوع التي تقضينها في ملابس النوم ورحلات السينما مع أبناء عمومتك.
مرحباً، أنت في الثانية عشرة، أرجوك توقفي عن البلوغ بهذه السرعة، أنت لا تحتاجين لذلك، صدقيني!
مع الحب،
نفسك ذات الستة عشر عاماً
مقالات/فيديوهات مقترحة:
ماذا يجب أن تسمع ابنتك عن العلاقات؟
ما الذي تريد المراهقات من والديهن أن يعرفا
GIPHY App Key not set. Please check settings