بقي من الفصل الدراسي ثلاثة أسابيع، ولكن دفترالرياضيات قد امتلأ، لا بد من شراء دفتر جديد. في اليوم التالي من شراء الدفتر، فتحت الدفتر فرأيت أن ابني قد استخدم الأقلام الملونة، والأقلام الفسفورية للإشارة إلى المعلومات المهمة والعناوين الرئيسية. نظرت باستغراب وفرح، وقلت له: شو هالترتيب والنظام! فبالنسبة له السرعة وإنهاء المهمة أهم من الترتيب والتنسيق والتسطير، ولكن يبدو الأمر مختلفًا اليوم، ما السر؟ سألته، هل لأن الدفتر جديد؟ ابتسم، وضحكنا معًا، ويبدو أن العدوى قد انتقلت لبقية الدفاتر، فازدادت ترتيبًا ونظامًا.
هكذا أنا وكثيرون منا، نفرح ببداية جديدة، بشيء جديد ينسينا ما مضى، و”لخبطاته” وأخطاءه. نتحمّس ونتشجّع بأن نبدأ من جديد. وهذا ما يجعل رأس السنة يومًا مميّزًا، مع إنه مجرد يوم تشرق وتغرب فيه شمس. نشعر مع البداية الجديدة فرصة لتقييم ما مضي، وربما لنسيانه وطيّه، وللبدء بحماس من جديد.
فماذا نتعلّم من بداية العام؟ هل نفكّر كيف سنحتفل وماذا سنأكل وماذا سنشتري وماذا سنلبس؟ هل نعتبرها فرصة لنكون قدوة ومثالًا لأبنائنا؟ وهل نستغلّها فرصة لتعليمهم درسًا للحياة؟ لا درسًا من الكتب؟ ولكن درسًا من القلب؟ لا درسًا نظريًا بل عمليًا نعيشه ونحياه أمامهم؟ هل نلومهم على إخفاقات الماضي ونستمر بتذكيرهم بها أم نحتفل بنجاحاته معًا؟ وهل نحفّزهم لوضع أهداف والعمل بجدّ لتحقيقها؟
مع نهاية هذا العام وبداية عام جديد أقول: كل عام ونحن بخير، وكل عام ونحن آباء وأمهات يحدثون فرقًا في حياة أبنائهم، وكل عام وأبناؤنا ينهون دفاتر فيها يتعلّمون ويتغيّرون ويعبّرون ويعلنون من هم، وكل عام وهم يكبرون وينمون ويتغيّرون نحو الأفضل وكل عام ونحن نتعلّم كيف نكون آباء وأمهات أفضل، وكل عام ونحن ندرك أنه يمكننا أن نبدأ من جديد، وكل بداية جديدة وأنتم بخير!
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings