لما بديت أفكّر بالكتابة عن هذا الموضوع، رحت بالذاكرة لما كانوا أولادي صغار يركضوا ويلعبوا مع أصحابهم بالساحة، لما يوقع الواحد منهم ويخدش رجله، كنا نركض ونحملهم ونشوف شو صار وننظف الجرح ونحط عليه (Plaster) ونبوسه ونعمل منها قصة. وبعد لحظات يرجع الولد ويركض ويلعب كأنه ما صار شي. نظره علينا مطمئن ومتأكّد إننا جنبه موجودين لحمايته.

اليوم ولما صاروا أولادي بأعمار أكبر شوي فكّرت إنهم صاروا طوال وجسمهم قوي ويمكن مدبّرين حالهم، مش ناقصهم شيء من الأكل والشرب والملابس والمدارس….. إلخ، ومرات كثيره يفوتنا نحن كأهل التحدّيات والظروف المختلفه اللي بمرّوا فيها وشعورهم بالوحدة!!!

سؤالي!! ماذا نفعل نحن كوالدين عندما نرى أبناءنا المراهقين أو الشباب يتألمون؟ ما هي ردة فعلنا على ما يحدث في حياتهم من مواقف مؤلمة، أو خيبات ألم، أو خيانه الأصحاب أو الشعور بالظلم، أو الرفض من الأقران والشعور إنهم أقل.

ما هو دورنا كأب وأم في عصر بردت فيه المحبه وجفّت فيه العلاقات الصادقة والحقيقية؟ عندما يأتي ابني أو ابنتي وهم يحترقون غضبًا وألمًا من شعورهم بالرفض، أو الإهانه من الأصدقاء أو المدرسة أو من فشلهم في بعض المواد، تحدّيات وصعوبات مختلفه، وحدة، فشل وخيبة أمل.

ماذا أفعل! كيف أتصرّف! محتارة!

رح أشارك معكم قصة جميلة أثرت فيّ أنا شخصيًا عندما سمعتها وفي كل مرّة أسمعها.

ذهبت طفلة للعب مع صديقتها وبنت جيرانها بالحي، فقالت لها والدتها: لا تتأخري على موعد العشاء اليوم، كلنا راح نكون مجتمعين للعشاء معًا.

مرّ وقت العشاء ولم تحضر الفتاه للبيت بالموعد المحدّد بل رجعت متأخرة.

قلقت الوالدة وسألتها: لماذا يا حبيبتي تأخّرت على موعد العشاء كنا ننتظرك؟!

أجابت الطفلة: لقد انكسرت لعبة صديقتي.

فسألتها الأم: وهل تأخرتي كي تصلحي لها اللعبة؟

أجابت الطفلة: لا يا ماما، بل كنت جالسة بجانبها أبكي معها على ما حصل.

هذا بالضبط ما يحتاجه أبناؤنا وأحباؤنا عندما تكون الحياة صعبة بالنسبة لهم وعندما يملأ  قلبهم الحزن والحيرة، وعندما تنكسر قلوبهم على أشياء فقدوها أو حصلت معهم ومرات كثيرة لم نعلم بها أو ظننا أنها أمور عادية أوسخيفة!!

أبنائي بحاجة أن أجلس بجانبهم، وأقدّر مشاعرهم مصدّقًا ألمهم باكيًا معهم. بالضبط هذا ما فعلته الطفلة الصغيرة بمشاعرها الصادقة. لقد عرفت أعظم مهارة قد نحتاجها كما قلت سابقًا في عالم بردت فيه المحبة:  مهارة “المواساة” اي المشاعر الصادقة النابعة من القلب اتجاه الشخص المتألم.

كم من المرات ضاعت عليّ فرصة أن أكون بقرب أبنائي وأحبائي في أوقاتهم الصعبة والحزينة؟

لم انتبه لحزنهم وألمهم، لم ألاحظ وحدتهم وحيرتهم، انشغلت لتأمين الأفضل لهم من كل مستلزمات الحياة ولكنني فشلت بأن أشيل حزنهم. وكل ما كانوا يريدون هو أن أكون قريبة منهم أزيل ألمهم ووحدتهم مصدّقة مشاعرهم.

                                                                                                                                      رومية 12:15

مقالات/فيديوهات مقترحة:

إفتح الهدية

الصف الثاني عشر

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

The Internet Is Fascinated By This Basketball Player

اليوتيوب لأطفالنا