يتصّف الأطفال، وخصوصًا في سنواتهم الأولى من العمر، بالحركة الكثيرة المستمرة والتي يشتكي الأهل منها، كونهم لا يفهمون سبب تلك الحركة ويصفونها أحيانًا بالمشاغبة وأحيانًا أخرى بفرط الحركة والنشاط الدائم المستمر. هم يعتقدون إن على الطفل أن يبقى في مكان ما هادئ فقط ويلعب بألعابه وهي حوله دون حركة منه. لكن ما لا يعلمه الأهل أن هذه الحركة هي نوع من أنواع الذكاء ويسمى الذكاء الحركي الذي يمكن أن يتسّم به الطفل المميّز،  وهي حركة جسدية لا يستطيع الطفل السيطرة عليها لأنه يجد نفسه وشخصيته تكتمل بهذه الحركة.

وكي نساعد الأهل للتعرّف على هذا النوع من الذكاء المميّز عند الطفل، سنتحدّث هنا عن أبرز العلامات والحركات التي يقوم بها الطفل والتي تدلّ على إنه طفل يتمتّع بذكاء مميز جدًا وهو الذكاء الحركي، وهي كالتالي:

  • هذا الطفل يتعلّم كل شيء حوله عن طريق الحركة، ويلمس ما هو جديد كي يتمكّن من التعرّف عليه، كما ويستخدم تعبيرات وجهه ليتحدّث عن ما يشعر به عند لمس الأشياء والتعرّف عليها، وكثيرًا ما يستخدم جسده للتعبير عمّا يشعر به مثل هز رأسه ورفع يديه. إنه طفل يتمتّع بمرونة عالية جسدية يستطيع من خلالها التعبير عن مشاعره وبوضوح.
  • هو طفل يجد صعوبة بالغة في البقاء في نفس المكان لمدّة طويلة دون أن يتحرّك حتى لو كانت حركته هي مجرّد تغيير مكانه. كما ويحبّ الرقص، والتي قد تكون للتعبير عن فرحته باكتشاف شيء ما. وقد يقوم بالتمثيل مثل أن يعمل نفس الشيء الذي يراه فيقلّده تعبيرًا منه عن فهمه لتلك الحركة الجديدة التي اكتشفها. كما إنه طفل متفوّق رياضيًا وذلك بسبب ليونة جسمه العالية، فمن الممكن أن يكون مميّزًا في أكثر من نوع من أنواع الرياضة فقوّته الجسدية واضحة.
  • يفضّل هذا الطفل الألعاب التي تتحرّك معه مثل ألعاب الصلصال التي يستطيع من خلالها تشكيل ما يحلو له تعبيرًا عمّا يفكّر به. كما إنه يحبّ الألعاب التي تحتاج إلى الفك والتركيب حتى يستطيع إعادة تشكيلها كما يريد مثل ألعاب المكعبات. يحبّ أيضًا النشاطات التي تحتاج إلى طاقة في العمل مثل الركض والقفز، كما إنه طفل قادر على تقليد حركات مَن هم حوله، ويستطيع أن يعمل نفس تعبيرات وجوههم لأنه يمتلك عضلات ليّنة يستطيع استخدامها في كل ما يرغب به.
  • الطفل الذي يتمتع بالذكاء الحركي يستطيع أن يجيد أعمال التركيز التي تحتاج إلى الدقة في العمل، لأنه ذكي بطبعه. وهي مثلاً التطريز والحياكة وتركيب قطع القماش بعد قصها. كما ويحب أن يقصّ الأشياء ويعيد لصقها على أشكال مختلفة، فهو قادر على الابتكار لأن عضلاته تساعده على ذلك.
  • هو طفل لا يرغب باستخدام الأجهزة الإلكترونية والتي تبقيه لفترة طويلة في نفس المكان، لذلك نجد أن لهذا الطفل الموهوب بذكائه الخاص صحّة جسدية أفضل من غيره. كما إنه لا يعاني من القلق وقلة النوم بسبب حركته المستمرة، فيشعر بالتعب عند ساعات النوم وينام جيّدًا مما يساهم في نموه الصحيح الجسدي والعقلي.
  • يفضّل هذا الطفل أن يكون أصدقاؤه مثله تمامًا، فهو لا يشعر بالراحة عند بقائه بنفس المكان، ويرغب بالتنقل على عكس باقي الأطفال. لذلك نجده يرفض التواجد معهم مرة أخرى بعد قضاء وقت سابق معهم.

كل هذه الصفات يتصّف بها الطفل الذي يتمتع بنوع خاص من الذكاء مما يجعله شخصًا ناجحًا في المستقبل ومتعدّد المواهب قادر أن يستغل حركته وليونته وذكاءه في العديد من أمور حياته.

اقرأ ايضاً: كيف أعرف نوع ذكاء طفلي

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

5 علامات تدل أن طفلك يحتاج إلى تعديل سلوك

5 علامات تدل أن طفلك يحتاج إلى تعديل سلوك

طفلي يكره الروتين

طفلي يكره الروتين