قبل التعرّف على غسيل الكلية علينا التذكير بأهم وظائفها ومعرفة أسباب اللجوء إلى غسيل الكلية. تعتبر الكلى من أهم اعضاء الجسم، حيث تلعب دوراً اساسياً في التخلّص من الفضلات الناجمة عن عملية الاستقلاب في الجسم. كما تقوم الكلى بالتخلّص من السوائل الزائدة في الجسم، إضافة إلى دورها الأساسي في الحفاظ على درجة حموضة PH الدم، وذلك من خلال تنظيمها لكميات الشوارد الموجودة داخل الجسم من صوديوم وكالسيوم وبوتاسيوم. بالتالي فهي تلعب دوراً أساسياً في عملية تنظيم ضغط الدم إضافة إلى دورها الأساسي في تصنيع خلايا الدم الحمراء، وذلك من خلال إفراز هرمون الاريثروبيوتين المسؤول عن تصنيع خلايا الدم الحمراء في نقي العظام.
يتم اللجوء إلى غسيل الكلية عندما تفقد الكلية 15% على الأقل من وظيفتها، ويتم تحديد هذه النسبة باللجوء إلى تحليل وظائف الكلية والتي تعتمد بشكل أساسي على تحليل نسبة الكرياتينين وحساب معدل تصفية الكرياتينين. فقد تمّ وضع قيم معيارية تدلّ على نسبة الكرياتينين الطبيعية، حيث تتراوح بين 0.9 إلى 1.3 ملغرام بالدسيلترعند الرجال، وبين 0.6 إلى 1.1 ملجرام بالديسيلتر عند النساء.
لذلك عندما تفقد الكلية جزءاً من وظيفتها لأي سبب كان، يجب تعويض هذا النقص لمنع حدوث تراكم الفضلات والسوائل داخل الدم. هنا يتم اللجوء إلى عملية غسيل الكلية.
يوجد نوعان أساسيان من غسيل الكلية وهما:
أولاً – الديلزة الدموية.
ثانياً – الديلزة الصفاقية.
ولكل من النوعين إيجابياته وسلبياته، ويتم اختيار النوع من قبل الطبيب حسب شدّة الحالة من ناحية وحسب نوعية حياة المريض من ناحية ثانية.
أولاً – الديلزة الدموية: هي الطريقه الأكثر شيوعاً خاصة عند فقدان الكليتين القدرة على العمل بشكل تام. طبعًا لا تعتبر هذه العملية علاجاً نهائياً، لكنها تحسّن من وضع المصاب حيث يمكن أن يعيش لفترة أطول ريثما يستطيع القيام بعملية زرع كلية بديلة. يقوم الطبيب بإجراء توصيلة شريانية وريدية، بحيث يخرج الدم من الوريد عبر هذه التوصيلة إلى جهاز غسيل الكلية الذي يحوي على أغشيه شبه نفوذة. تقوم هذه الأغشية بتنقية الدم من الفضلات والشوارد، كما يتم التحكّم بكمية السوائل التي تنفذ وبهذه الطريقة يخرج الدم من غشاء شبه نفوذ إلى التوصيلة الشريانية ومنها إلى الجسم، وبالتالي التخلّص من معظم الفضلات والأملاح. أثناء هذه العمليه يتم قياس ضغط الدم وحرارة المريض ومعدل نبضات القلب، إضافه إلى وزنه. يتم اللجوء إلى عملية غسيل الكلى عند الأشخاص المُصابين بالفشل الكلوي الحاد ريثما تعود إلى القيام بوظيفتها المعتادة. أما الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي المزمن فيجب اللجوء إلى هذه العمليه 3 مرات أسبوعياً ريثما يتم اللجوء إلى عملية زرع الكلية.
ثانياً – الديلزة الصفاقية: ويتم في هذه الطريقة التخلّص من الفضلات والكرياتينين واليوريا عن طريق حقن سائل الديلزة داخل التجويف الصفاقي البريتواني الموجود في التجويف البطني. يعمل الغشاء البريتواني دور الغشاء النصف نفوذ، ومن ثم يتم سحب سائل الديلزة والذي أصبح يحوي على الفضلات والشوارد الزائدة. يتم التحضير لهذه الطريقة عن طريق إجراء عملية جراحية تحت تاثير التخدير الموضعي أو العام لتثبيت قثطرة بالقرب من منطقة السرة، حيث يتم من خلالها حقن سائل الديلزة إلى البطن، وأيضاً سحبه عن طريقها. تستغرق عملية الديلزة البريتوانية فترة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة، ومن الممكن أجراؤها يدوياً من أربع إلى خمس مرات يومياً. لذلك تعتبر هذه الطريقة أكثر سهولة وعملية خاصة بالنسبة للأطفال، حيث يتم وصل جهاز خاص يقوم هو بعملية الغسيل الأوتوماتيكي حتى لو كان المريض نائماً.
أخيراً يجب التاكيد على أن عملية غسيل الكلية بكل أنوعها هي عملية غير مؤلمة، حيث لا يشعر المريض بأي ألم أكثر من ألم إدخال القثطرة إلى الجسم في البداية فقط، إضافة إلى أن الكثير من المرضى استمر بحالة غسيل الكلية لفترة استمرت من 20 إلى 30 عاماً.
اقرأ أيضاً: الكلية: أهميتها ووظائفها