لماذا لم يعد طفلي يتحدث عن يومه

كثيرًا ما نقوم بأعمال مع أطفالنا دون قصد تجعلهم يبتعدون تدريجيًا منّا، ومع الوقت يشعرون بعدم رغبتهم في التحدّث إلينا عن يومهم، ولكننا لا ندرك التغيرات التي حصلت، وفقط نلاحظ تغيير الطفل.

لا يتوقّف الطفل عن التحدّث عن يومه لوالديه إلا عندما يشعر أنه فقد قيمة المشاركة. ذلك يأتي بطرق مختلفة تنبع من الوالدين، والتي غالبًا ما تكون دون قصد، ولا يتمّ إدراكها إلا بعد مرور الوقت.

ولأن الطفل يحتاج إلى مَن يستمع إليه وإلى مشاكله، ويساعده في حلّها، فالأمر يصبح مهمًا بالنسبة له. لذلك من الضروري التعرّف على ما يصدر عن الوالدين دون قصد، والتي تجعل الطفل لا يريد التحدّث عن يومه مجدّدًا عن أي شيء معهم والتي من أهمها:

  1. إظهار العصبية من نحو الطفل أثناء الحديث عندما يخبر والديه بشيء ما حصل معه ولم ينل رضاهم. مثلًا أن يخبرهم بأنه بالرغم من أنه حضّر نفسه جيدًا للامتحان، إلا أنه لم يتمكّن من الحصول على علامة جيدة، فيبدأ الأهل بالصراخ عليه بطريقة هجومية مفاجئة. هذا يجعل الطفل يتردّد في أخبارهم عن أي شيء لاحقًا. لذلك على الأهل الانتباه جيّدًا لطريقة التفاعل مع الأخبار؛ لأن ردود فعلهم هي التي تجعل الطفل يخبرهم مجدّدًا عمّا يقوم به، أو لا يخبرهم بعدها.
  2. انتقاد الطفل وتصرّفاته بشكل متواصل كلما قام الطفل بأي عمل كان صغيرًا أو كبيرًا، فبدل تشجيع والديه له يقدّمون الانتقاد. قد يكون الانتقاد على طريقة كلام الطفل واستخدامه للكلمات. ففي حال أخطأ في اختيار الكلمة المناسبة يقوم الأهل بالنقد السريع له، غير مدركين أنها قد تكون كلمة واحدة من كلام كثير قاله، ولكنهم فقط ركّزوا على تلك الكلمة. ذلك يُشعر الطفل بالخجل، وبعدم رغبته بالتحدّث إليهم حتى يتجنّب النقد.
  3. الحكم على الطفل قبل إعطائه الفرصة للحديث، خصوصًا إن كان الابن الأكبر. فإن أي تصرّف له يجعل الوالدان يحكمان عليه قبل معرفة الحقيقة، فقط لأنه الأكبر، ويجب أن لا يتصرّف بتلك الطريقة مهما كانت. عندها عوضًا عن أن يلجأ الطفل لوالديه لإخبارهم بما حدث يحاول الابتعاد تدريجيًا، ولا يهتم لأي نتيجة قد يحصل عليها. فالأهم بالنسبة له أن لا يتم الحكم عليه دون معرفة الأمور، خصوصًا أن ذلك الحكم قد أتى من والديه مركز ثقته الأولى.
  4. الخوف يجعل الطفل يبتعد عن والديه ولا يخبرهم بما عنده، خصوصًا إن كان الطفل يدرك تمامًا أن والديه مستعدّان دائمًا للصراخ والنقد والعقاب. هذا يجعله يخاف من العقاب، أو من أن يُحرم من شيء يحبّه أو قد يخاف على صورته أمام والديه من جرّاء التصرّف الذي قام به. أغلب الأهل يعملون على عقاب الأبناء على قدر غضبهم منهم، والذي هذا بالأساس خطأ؛ لأن العقاب يجب أن يكون على قدر الخطأ، وليس على قدر غضب الأهل من الطفل. فإنه لمجرد خوف الطفل، فإنه حتمًا سيتوقّف عن التحدّث لوالديه.
  5. المقارنة تلعب دورًا مهمًا بين الطفل ووالديه؛ حيث إن الوالدين عندما يقارنون الطفل بأطفال آخرين سواء من مدرستهم، أو من الأصدقاء، أو من العائلة أو حتى من إخوتهم فهم بذلك يقلّلون من ثقة الطفل بنفسه وبقدراته. فبالطبيعة لكلّ طفل قدرات خاصة به لا يستطيع أن يتجاوزها، ولا يصبح أفضل إلا بتشجيع من والديه أقرب الأشخاص له. فمجرد مقارنته بشكل سلبي مع الغير، يجعل الطفل يتراجع عن تلك الثقة، ويرى أنه من الأفضل عدم التحدّث لهم والتعبير لهم عن مشاعره.

لذلك من الضروري جدًا على الوالدين المحاولة قدر المستطاع تجنّب الأمور السلبية التي تجعل هناك فجوة بينهم وبين أطفالهم، حتى يلجأوا لهم بكل أمورهم بدلًا من أن يبدأوا بالبحث عن أشخاص آخرين للتحدّث إليهم، والذين قد يكونون الأشخاص الخطأ الذين يعطون نصائح غير مفيدة.

اقرأ أيضاً: عبارات علينا تجنّبها مع بدء العام الدراسي

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

5 أضرار لاستخدام أسلوب التهديد مع الأطفال

5 أضرار لاستخدام أسلوب التهديد مع الأطفال

التربية رحلة شاقة وممتعة

التربية رحلة شاقة وممتعة