داء باركنسون (الرجفان) هو مرض مزمن تنكّسي يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على الجملة الحركية بشكل رئيسي.
تتطوّر الأعراض فيه بشكل تدريجي، فمن الشائع مشاهدة الصلابة وبطء الحركة في المراحل الأولى للمرض، ويستمر بالتطوّر حتى نصل إلى مراحله النهائية حيث قد يصل المرضى إلى مرحلة العتاهة.
- هو المرض التنكّسي الثاني بعد داء ألزهايمر.
- يحدث في العقد الخامس أو السادس من العمر عادة، ولكن قد نشاهد بعض الحالات القليلة بشكل مبكّر في العقدين الثاني والثالث.
- يصيب %1 من السكّان بعد عمر الستين.
- ينتشر في كل العالم وليس له توضّع محدّد، وهو أكثر حدوثاً لدى البيض الذكور.
- %10 من الحالات عائلية (وقد تمّ اكتشاف عدد من المورّثات المسؤولة عن هذه الأشكال الخاصّة من باركنسون) ولكن الغالب أن ينتج عن طفرات وراثية جديدة.
الأعراض الظاهرية لمرض باركنسون:
الأعراض الحركية
بطء الحركة .Bradykinesia
هي نقص في الحركات التلقائية غير المبرمجة عادة،ً والتي تتضّح من خلال نقص عدد مرات الإطباق العيني وضعف أو غياب التعابير الوجهية وضعف تأرجح وحركة الطرف العلوي أثناء المشي، وكذلك بطاءة في الحركات الإرادية عموماً وفي الحركات الدقيقة المكرّرة في الأصابع بشكل خاص.
يجد المريض صعوبة في بدء الحركة، وفي الحالات الشديدة على المريض حساب كل حركة من الحركات، وهذا ما يعطّله بشكل أساسي، فحساب الحركة بالنسبة له أصعب من تنفيذها.
غالباً ما تبدأ علامات البطاءة الحركية في أحد الطرفين قبل الطرف الآخر، وهو من المميّزات لداء باركنسون.
إذا كانت بداية البطاءة الحركية ثنائية الجانب يجب أن نبحث عن أشكال أخرى من المتلازمات الباركنسونية.
العلامات الملاحَظة على المريض:
- الوجه الجامد القناعي، إذ تغيب كلّ الحركات حتى رمش العين مما يسبّب العين الجافة.
- عدم وجود أرجحة لأحد الطرفين العلويين أو كليهما أثناء المشي.
الصملRigidity
1- زيادة ثابتة في المقويّة العضلية تستمر على كامل مدى الحركة على شكل أنبوب الرصاص أو الدولاب المسنّن.
2- زيادة المقاومة على كامل مدى الحركة تميّز الصمل عن الشناج المشاهد في الأذية الهرمية، حيث تكون المقاومة للحركة شديدة في بدايتها ثمَّ تغيب في نقطة معيّنة كما في علامة الموس الكباس.
3- يعيق الصمل المريض ويسبّب له آلاماً خاصةً في الكتف.
يؤدّي كل من الصمل وبطاءة الحركة إلى مشاكل في الكلام والكتابة والتوازن.
رجفان الراحة.Resting Tremor
وضعية المريض:
- يظهر الرجفان بأوضح شكل في وضعية الراحة والارتخاء العضلي، لكنّه لا يقتصر على الراحة إذ قد يظهر في جميع أشكال الحركة والوضعة خاصة في المراحل المتقدّمة من المرض.
- يكون الرجفان واضحاً عندما يمسك المريض بأشياء بيديه (كاسة، موبايل.. إلخ).
- يزداد عند المشي والتعب العضلي وكذلك الانفعال والحساب العقلي.
- يختفي الرجفان لحظة بدء الحركة الإرادية ليعود من جديد خلال بقية الحركة عادةً.
- يختفي الرجفان أثناء النوم.
- صفات الرجفان:
هو رجفان بطيء بتواتر 5Hz تقريبا،ً ويتميّز بذلك عن أنواع الرجفان السريعة (مثل رجفان فرط نشاط الدرق، والأهم منه الرجفان الأساسي العائلي السريع). - يشمل الرجفان الجسم بكامله عدا الرأس، إذ يمكن مشاهدته في الفكّ أو الأجفان عند إغماض العينين كما يشاهَد في الذقن في نصف الحالات تقريبًا.
- يأخذ الرجفان شكل عطف وبسط بشكل رئيسي للأصابع أو اليد أو الساعد (وقد تكون الأعراض بالأطراف السفلية(.
- تأخذ أيضاً شكل حركات تبعيد وتقريب، وأحياناً القليل من الكب Pronation إذ يكون بشكل عدّ النقود أو تفتيت الخبز.
وضعية انحناء الجذع .Stooped posture
- تكون وضعية المريض العامة هي العطف.
- عطف الجذع والرأس وكذلك المرفقين والركبتين.
عدم ثبات الوضعة.Postural Instability
- هناك نظام معقّد يحافظ على ثبات الجسم بشكل عام، يتطلّب تداخل مجموعة من الأنظمة الحسّية والمخيخية وخارج هرمية، وهذا النظام يضطرب بشكل واضح في مرض باركنسون.
- عند دفع المريض إلى الخلف في الحالة الطبيعية فإنه يعود خطوتان إلى الخلف ثم يتوازن، أما عند القيام بذلك عند مريض باركنسون فإنه يسقط.
الكتابة بخط صغير .Micrographia
- يأخذ مريض باركنسون وقتاً طويلاً لتنسيق وحساب الحركة خاصة عندما تتطلّب عمل نصفي الكرة المخية سويةً، فيقوم بالكتابة بخط صغير لتجاوز هذه العقبة ومعرفة ما يكتب.
- عندما نطلب من المريض الكتابة بخط كبير فإنه يستطيع، لكنه يكتب بخط صغير بشكل تلقائي
اضطراب المشيةGait disturbance
- يكون الاضطراب منخفض الشدّة في السنوات الأولى للمرض.
- تتميّز المشية بالخطى القصيرة وبدون ليونة.
- توجد صعوبة في بدء المشية حيث يلاحظ تردّد حركي، وكذلك احتمال حدوث تسارع مع صعوبة في التوقف festination أو حتى
- حالات من الجمود المفاجئ freezing عند الدوران حول عائق ما أو عند الوصول إلى الباب في حال الازدحام.
- غالبية مرضى باركنسون يعانون من السقوط إما بسبب هذه الاضطرابات، أو بسبب الاضطرابات الأشدّ تعقيداً التي تصيب منعكسات الوضعة والوقوف، أو بسبب هبوط الضغط الانتصابي.
- تتدهور حالة المريض بعد السقوط وتتراجع نوعية حياته بشكل سريع، إما بسبب خوفه من تكرار السقوط وامتناعه عن المشي أو بسبب الاختلاطات الناجمة عن الرضوض.
علاج مرض باركنسون
- لا يوجد أدوية تغيّر من سير المرض، فكلّ العلاجات التي تستخدَم لمعالجة المريض تكون لعلاج نتائج المرض .help with parkinson’s symptoms
- يجب اختيار الدواء الصحيح (عدم إعطاء علاج أفضل من إعطاء دواء خاطئ يزيد الحالة سوءًا).
- حتى عام 1960 كانالعلاج الوحيد المتوفّر هو مضادات الكولين، وبدأ العلاج بالليفودوبا في سنة 1960 وهو مستمر حتى يومنا، وفي نهاية القرن 20 وبداية 21 بدأت العلاجات الجراحية والعلاجات الأخرى.
- إن السيلجيلين الذي اُستخدم في هنغاريا والولايات المتحدّة بعام 1980s قد أحدث بعض التغيّرات في سير المرض، ولكنّه لم يؤكّد بشكل علمي إنه يؤدّي إلى تغيير كبير، وحتى الآن لم يُكتَشف دواء يغيّر من سير المرض بشكل تامّ.
- إن العلاج باستخدام الخلايا الجنينية أفادت بعلاج نتائج المرض ولكنها لا تزال قيد الدراسة.
- من المتوقّع أن تستطيع مضادّات الأكسدة في المستقبل تغيير سير المرض.
- يمكن إعادة تأهيل مريض باركنسون وتأخير ظهور الأعراض عنده عن طريق الرياضة والحركة والقيام بالعمليات والتمارين الذهنية.
اقرأ ايضاً: ما هو التهاب المفاصل التنكسي