هل أنت من الأشخاص الذي يميلون لحياة أقل استهلاكًا وأكثر بساطة؟
يميل بعض الأشخاص إلى أن تكون حياتهم بسيطة فيها أقل قدر ممكن من المقتنيات والأشياء المادية، فهم لا يسعون لجعل بيوتهم مكدّسة وحياتهم مزدحمة، فلا تغريهم تلك القطع الصغيرة التي تروّج بأنها تسهّل الحياة، ولا يسعون وراء التنزيلات والعروض، ولا يتلهّفون لأحدث قطع الأثاث أو الإكسسوارات المنزلية. هم مكتفون بما لديهم ومسرورون بما يملكون، ولا يسعون للمزيد، ولا يركضون وراء ما هو أجدد وأفضل وأحدث. هم يريدون الحياة، هم يريدون الاستمتاع بما هو موجود ويوجّهون جهودهم وطاقتهم لما بين أيديهم، هم يعتبرون بيوتهم أماكن مريحة لها قيمة ومعنى وليست مستودعًا للمزيد من المقتنيات. هم يريدون المعنى لكلّ ما لديهم ولا يسعون للمزيد من الاستهلاك، هو يركّزون على ما يحتاجون وليس على ما لا يريدون، هم يحتفظون بما يستخدمون ولا يسعون لتكويم ما لا يستخدمونه.
كيف تعرف إن كنت من هولاء الأشخاص؟
- تسعى للتخلّص من الأكوام وتشعر بالتوتر بسبب كثرة الأكوام والمقتنيات والأشياء التي لا تلزم أو التي لم تعد تستخدمها.
- قراراتك الشرائية مدروسة وغير متسرعة أو انفعالية. وفي كثير من الأحيان تشعر بالاكتفاء والرضا بما تملك، وما تشتريه هو بالفعل ما تريده.
- من قيمك الهامة والتي تعلّمها لأطفالك وتذكّر بها نفسك أن الأشياء المادية لا تشبعنا وليست هي هدفنا. كما وتمكّنهم من التمييز بين ما يريدون وما يحتاجون.
- لا تسعى للحصول على ما هو أحدث وجديد، وأنت متحرّر من التفكير الاستهلاكي. هذا لا يعني أنك لا تشتري أي شيء ولكنك تشتري بعناية وبذكاء، وما تحتاج وليس فقط ما تريد أو ترغب.
- هذا لا ينطبق فقط على المقتنيات المادية ولكن كذلك على جدول أعمالك، فأنت تسعى لحياة هادئة بوتيرة متوازنة ولا تستمتع بأن تكون في جريان وركض مستمر. فأنت تسعى لاستثمار وقتك بأمور لها قيمة ومعنى ويزعجك إضاعة الوقت بما هو غير مفيد ومجدي.
إذا لم تكن من هؤلاء الأشخاص ولكنك ترغب بتبني مثل هذا الاتجاه فإليك بعض الأفكار التي يمكن البدء بالتفكير بها وتبنيها لحياة أقل استهلاكًا وأكثر بساطة، فالتغيير دائمًا يبدأ من الفكر:
- تحديد الأولويات في حياتك، هذا يشمل العمل والعلاقات والصحّة الجسدية والحياة الاجتماعية وصرف الأموال والأنشطة الترفيهية. معرفة الأولويات تمنحك المزيد من الحرية والإنتاجية، وتقود خياراتك وقراراتك لتكون مهدفة وموجهة وكأفعال وليست ردود أفعال.
- الموضة والأشياء “الترند” مؤقتة ولا تدوم، ومجاراتها تبقيك في مصيدة يصعب الخروج منها وهي تنفق أموال وتجعلك حياتك مزدحمة بأكوام الأشياء المادية والمقتنيات. الجودة والنوعية أهم بكثير من الكمية والسعر.
- قرارات الشراء المقصودة هي الأذكى والأفضل، قائمة التسوق المحدّدة بما تحتاج هي التي يجب أن تحرّكك وليس العروض أو الأسعار المنخفضة.
- استبدال الاشياء وليس إضافة أشياء أخرى مشابهة، فإن كنت بحاجة لجهاز كمبيوتر جديد أو هاتف حديث أو قطعة أثاث أو أداة منزلية، فعليك أن تحدد احتياجك بالضبط لتشتري وليس بإضافة قطعة أخرى مكّرة لديك.
- ما يهم هو مواقفنا الداخلية من الأنشطة والترفيه وليس نوعية النشاط أو القيمة المدفوعة فيه، ففي كثير من الأحيان ننفق الكثير في أنشطة وينتهي الأمر بنا بعدم اكتفاء. نحن بحاجة أن نعرف بالضبط ما الذي يشحنا بالطاقة وما الذي نستمتع به ونخطط له، فلماذا أذهب في رحلة بحرية وأنفق الكثير من المال وأنا أستمتع بتسلّق الجبال والسفر وسط الصحراء!
- التفكير بالأشياء العملية المفيدة والتي تخدم لأطول فترة، وتكون مريحة من ناحية الصيانة والحركة والمساحة التي تشغلها. والافضل أن يكون لها استخدامات متعدّدة.
هذا التوجّه يجعلك تركّز على ما هو مهم ويقلّل من توترك والأعباء التي تثقلك وتحرّرك من إدمان المقتنيات. فهناك في الحياة ما يستحق أكثر وما نحتاج أن نوجّه طاقتنا نحوه.
اقرأ أيضاً: كيف أعلّم أبنائي حياة البساطة؟